الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاطر الفتنة بالنساء

السؤال

أنا طالب بالجامعة، وكانت لي علاقات مع فتيات في الماضي، لكن -والحمد لله- أنعم عليَّ الله بنعمة الإسلام، فأعدت ترتيب أولوياتي في دار الابتلاء.
مؤخرا تعرفت على فتاة، والله يعلم كم أحببتها، وأردت أن أجعل الأمور رسمية بتقدمي لعائلتها. هي فتاة ليست ملتزمة بالشريعة، ولكن أردت أن أكون سببا في رجوعها إلى الله، وأن تكون معي كما أمر رسول الله.
فصارحتني بمشاعرها بأنها تحبني، ولكن انصدمتُ بمعرفتي أنها في علاقة مع شخص آخر، ولها العديد من العلاقات السابقة التي في بعض الأحيان تصل إلى التقبيل، وكذا.
كان تأثير معرفتي بماضيها قويا على نفسي، فقلت: لعلها تابت إلى الله، وتريد أن تبدأ من جديد معي، لكن لا شيء يثبت توبتها، وذلك لأنها ما زالت مرتبطة بشخص آخر، وهما على اتصال.
والله إنه ابتلاء من رب العالمين، ولست أدري ماذا أفعل؟ مع العلم أنها تحبني كثيرا، وأنا كذلك، ولكني أريدها أن تتوب، وتتغير.
الرجاء العون في هذه المسألة؛ لأنها صعبة للغاية، وأنا في بداياتي في معرفة الحق.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد

فإننا في البدء نهنئك على ما أنعم الله -عز وجل- عليك به من نعمة الهداية، والرجوع عن طريق الغواية؛ فمصادقة الفتيات شر، وبلاء، وطريق للفتنة، والفساد، وانتشار الفواحش.

ولذلك جاءت الأحاديث تحذر من فتنة النساء، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

وإبداء أي منكما مشاعر الحب للآخر؛ أمر لا ينبغي، وكذلك تواصلك معها، وكلامها معك عن ماضيها، فهذا كله قد يكون سببا لفتنتك، ورجوعك إلى الردى بعد الهدى، خاصة وأنك في بداية طريق الاستقامة كما ذكرت، فتنبه لهذا، واقطع كل علاقة لك بها إذا أردت السلامة لدينك وعرضك، فالسلامة لا يعدلها شيء. وانظر الفتوى: 4220، وهي عن حكم الحب قبل الزواج.

وحسنٌ أن تتمنى لهذه الفتاة التوبة، وسلوك سبيل الاستقامة، ولا بأس بأن تدعو الله -عز وجل- لها بذلك، وأن تسلط عليها بعض الفتيات الصالحات، فلعل الله سبحانه يجعلهن سببا لهدايتها.

فاذا تابت، وأقلعت عن تلك التصرفات المشينة؛ فلا باس بالتقدم لخطبتها .

ووصيتنا لك في الختام أن تصرف همتك، وتشغل وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك.

وراجع لمزيد الفائدة فتاوانا: 1208، 10800، 12928.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني