الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ادفع الهواجس الشيطانية قبل أن تستقر في القلب

السؤال

قد حدثت معي حادثة حيث في يوم 26 رمضان 2001 كمنتأاستمع إلى الرقية الشرعية للعلاج من السحر عن طريق أسطوانة مضغوطة داخل الكمبيوتر عدة مرات في إحدى مرات السمع انتابني شيء غريب حيث وجدت كأن روحي سوف تخرج من جسدي وفعلاً أحسست بأن شيئاً خرج مني وأصبح بعدها كتفي خفيفين، والله العظيم أقولها بصدق أحسست كأن الذنوب التي ارتكبتها قبل هذا كأنني في غفلة وكأنها صدرت من غير إرادة مني وأصبحت محمد الأول كان تعرفه الناس في أخلاقه وتفوقه في الدراسة، مع العلم بأنني كان عندي ثقل في كتفي وبعد هذا وجدت نفسي خفيفاً قوي الإيمان وجاءتني رغبة شديدة في الصلاة، وأصبحت أقوم لصلاة الفجر وأحب قراءة القرآن وبدأت أبذل قصارى جهدي للتعويض عما فاتني من صلوات واستغفار لذنوب ارتكبتها وازددت خشوعاً شديداً في الصلاة وجاءتني غيرة كبيرة على ديني وبدأت أنفعل عندما أرى أي منكر وجاءتني طمأنينة كبيرة وراحة نفسية عالية جداً جداً، وازداد ذكائي وتركيزي ومن ذلك اليوم لم أحلم أي أحلام مزعجة، وأصبحت الأحداث تتزامن معي وأكثر الأشياء التي أقولها أجدها أمامي وبدأت أحاول في إصلاح نفسي وإصلاح من حولي وأصبحت لا أخشى في الحق لومة لائم، وجاءني حب شديد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة وخاصة عمر رضي الله عنه، وكان عندي في تلك الفترة مشروع تخرج في هندسة الحاسب الآلي وقررت أن أعمل مشروع التخرج في كيفية الاستفادة من العقول البشرية وكيفية بناء القنبلة البشرية الإيمانية عن طريق التكامل وأصبح عندي العديد من الأفكار وكنت أحاول توجيهها لخدمة الإسلام، وكل من حولي اندهش من هذا التغيير الذي طرأ علي، لكن في مرة من المرات ذهبت إلى الجامعة وبدأت أتحدث عن الفساد وعن النساء غير المتحجبات بغيرة على ديني وعن الفساد الذي يحدث في الجامعة إلى أن أمسكني الأمن الداخلي وحبست لمدة أسبوع ولم يفعلوا بي أي شيء وكنت أتكلم بصراحة تامة عن الفساد وبثقة عالية جداً داخل الأمن الداخلي وبراحة نفسية عالية وقلت لهم إنه سوف تقوم ثورة إسلامية في يوم 23/5 وتحرر الشعوب من كل الفساد وبعد أن خرجت من السجن أصبت باكتئاب ووسواس فبدأ يتضاءل خشوعي لأنني أحسست بأنني كنت حاملاً حملاً ثقيلاً ولم يعاوني فيه أحد وبدأت أعالج من هذا الاكتئاب وأصبت بوسواس شديد جداً، فأصبح يسيطر علي هذا الوسواس ومن هذا الوسواس لماذا يا أبي أنجبت الكثير من الصغار مع العلم أن عدد أفراد أسرتي 14 فرداً وأحياناً يأتيني وسواس لا أكاد أسيطر عليه الشتم والسب في الذات الإلهية، هل أنا كفرت وهل يحاسبني الله على هذا وأتشهد، وماذا أفعل أنقذوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الوساوس والخواطر التي تنتاب القلب إذا لم تستقر فيه، بل كان صاحبها يقوم بمدافعتها فإنها لا تضره، روى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممه أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

فالواجب عليك دفع هذه الوساوس، ولا تجعلها تستقر في قلبك عقيدة، أو يترتب عليها قول أو عمل لأنها حينئذ تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

ثم إننا ننصحك بأن تكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن، ولا سيما سورة البقرة، وعليك بلزوم المسجد، ومرافقة الصالحين، والتروي وعدم التعجل، وليكن قيامك بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبنياً على أساس من الحكمة واللين والرفق والموعظة الحسنة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11752، 29135، 2082.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني