الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قبول الهدية من الكفار يوم عيدهم

السؤال

أحد متاجر الكتب وضع كود خصم بمناسبة السنة الجديدة، فهل يجوز الانتفاع به؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في الانتفاع بالتخفيض -في أسعار الكتب، أو غيرها مما هو مباح- بمناسبة العام الميلادي الجديد؛ لأن قبول الهدية من غير المسلمين يوم عيدهم، جائز؛ فمن باب أولى جواز شراء ما يباع بسعر مخفض في تلك المناسبة، ونحوها.

وليس في ذلك إعانة مقصودة، ولا مباشرة -لهم، أو لغيرهم- على الحرام، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم، فقد قدّمنا عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه أتي بهدية النيروز، فقبلها. وروى ابن أبي شيبة.. أن امرأة سألت عائشة، قالت: إن لنا أظآرًا [جمع ظئر، وهي المرضع] من المجوس، وإنه يكون لهم العيد، فيهدون لنا، فقالت: أما ما ذبح لذلك اليوم، فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم. وعن أبي برزة، أنه كان له سكان مجوس، فكانوا يهدون له في النيروز، والمهرجان، فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة، فكُلوه، وما كان من غير ذلك، فردّوه. فهذا كله، يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم، بل حكمها في العيد، وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم ... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني