الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فتح حساب جار في بنك أوربي

السؤال

أعمل في التجارة الإلكترونية، ولله الحمد أعمل في ما يرضاه الله تعالى: في سلع مباحة، لكن في الفترة الأخيرة أواجه مشكلة كبيرة جدا بخصوص استخراج أموالي من المواقع الإلكترونية التي أبيع فيها.
لاستخراج أموالي يجب أن أمتلك حسابا بنكيا أوروبيا، وكما نعرف أن كل البنوك ربوية في أوروبا؛ لذا اضطررت إلى اللجوء إلى مؤسسات مالية تقوم بمساعدة الذين لا يستطيعون الحصول على حساب بنكي في استخراج أموالهم مثل: transferwise، فهم يزودونك بحساب بنكي أوروبي وهمي، وتستطيع استقبال أموالك من خلاله، ثم تحويلها إلى بلادك، أو صرفها إلى عملة أخرى، أو استخدامها للشراء.
في أول مرة استخدمتها؛ لأنه منصوص في شروطهم وبنودهم أنهم لا يقرضون الأموال، ولا يعطون فوائد على أموالك المودعة عندهم، فهذا جعلني أستعمل خدماتهم وأسجل عندهم؛ لأنهم لا يعملون مثل البنوك العادية الربوية.
المشكلة بعد فترة اكتشفت أنهم يقومون باستثمار أموالنا في السندات الحكومية في إنجلترا وأمريكا. ويقومون بإيداع أموال عملائهم في بنوك عديدة، وكل هذه الأموال تعود عليهم بفوائد ربوية لا محالة، يعني أنهم يستعملون أموالنا في الربا.
المشكلة أيضا لما بحثت عن مؤسسات مالية مثلهم ك: paypal وجدت أنه أيضا يستثمر أموالنا المودعة فيه، وتعود إليه بفوائد وأرباح.
وللأسف الكثير لم ينتبه لبيبال، ويعتقد أنه لا يستثمر أمواله في الربويات؛ لذا هناك بعض الفتاوى التي تجيزه، لا أعلم هل انتبهوا لهذا الأمر أو لا؟ وأيضا تقريبا لم أجد ليومنا هذا بنكا أو مؤسسة أستطيع استخراج أموالي بها، ولا يعملون بهذا الشكل.
أنا الآن في حيرة من أمري هل أموالي حرام لأنني كنت استخدم transferwise؟
هل أنا مطالب بإيقاف تجارتي؛ لأنه لا مفر ولا يوجد حل لاستخراج أموالي إلا عن طريق هذه الخدمات؟
وللأسف حتى بنوكنا في الجزائر كلها ربوية، لا يوجد أي بنك إسلامي، هناك بنك إسلامي اسمه: بنك السلام، لكن أفتى فيه الشيخ فركوس وكل المشايخ أنه ليس بإسلامي مطلقا، وأنه ربوي، ولا يجوز التعامل معه بتاتا.
البنوك الإسلامية في الدول الأخرى مثل الإمارات كبنك دبي الإسلامي وما إلى ذلك، لا تقبل الجزائريين أو دولا أخرى، يجب أن أفتح شركة في الإمارات لكي يقبلوني، وهذا مكلف جدا ولا أستطيع تحمل تكاليفه.
وفقكم الله، أنا لا أتحمل هذا الوضع الذي أنا فيه، أرشدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان البنك الإسلامي الموجود لديكم يفي بحاجتك المذكورة، فتعامل عن طريقه. وإن لم يكن يفي بالحاجة فلا مانع حينئذ في فتح حساب جار بأحد البنوك الأوربية؛ لتتمكن من جلب مالك.

وعليك الاقتصار حينئذ على ما تدعو الحاجة إليه. فلا تبق المال لديها إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة فقط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني