الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترقية وزيادة الراتب الناتجة عن الحصول على الشهادة بالاستعانة بأسئلة مسربة

السؤال

أعمل في مجال شبكات الحاسوب منذ سنوات، والشركات تطالب الموظف بالحصول على شهادات من الشركات التي تنتج الأجهزة التي نعمل عليها؛ لكي يحصل على ترقية وظيفية، وزيادة في المرتب، وأسئلة الاختبارات المطلوبة تسرّب وتباع من أطراف متعددة، وأحيانًا تتوفر بالمجان، وأحيانًا نشتريها من مواقع الويب.
والغالب أن الشركات التي تطرح الشهادات تعلم بهذا التسريب، وتتركه يحدث لتحقق مكاسب مادية من زيادة الإقبال عليها، وتكاليف الامتحانات -لا يوجد دليل قطعي على ذلك، لكن الكل يتحدث عن ذلك دون دليل-، وهذه الشركات نفسها تبيع أسئلة قريبة جدًّا من الاختبارات بمبالغ عالية، وتضمن نجاحك إن ذاكرتها جيدًا.
والمتقدّمون للامتحانات في كل العالم غالبًا لا يمكنهم اجتيازها إلا بالاستعانة بالأسئلة المسربة؛ وذلك لصعوبة الامتحانات البالغة، واحتوائها على بعض الأسئلة التعجيزية.
والشركات التي نعمل بها تعلم أننا ننجح بهذه الطريقة دون إتقان كامل للمعرفة المطلوبة.
وقد حصلت على شهادات بالاستعانة بأسئلة مسربة، وآخرها كانت سببَ زيادةِ مرتبي زيادة عالية؛ لأن هذه الشهادة تساعد الشركة في أخذ خصم كلما زاد عدد الموظفين الحاصلين على هذا المستوى من الشهادات.
ومؤخرًا زاد قربي من الله، وأصبحت أفكّر في أن هذه الطريقة التي حصلت على الشهادات من خلالها تعد غشًّا واضحًا، وأن الزيادة في مرتبي خلال هذه السنوات كانت مالًا حرامًا لا أستحقّه، فهل مالي كله حرام أم مختلط؟ وماذا أفعل لأطهّر مالي وممتلكاتي؟ وهل أستقيل وأبتعد عن هذا المجال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحصول على الشهادة بهذه الطريقة لا يخلو من غش، وتزوير، وقد تحصل مخادعة لطرف ما من هذه الأطراف.

وعلى من حصل منه ذلك أن يستغفر الله تعالى، ويتوب إليه توبة نصوحًا.

وأما ترقية الموظف بها، وزيادة راتبه، فقد ذكر السائل أن الشركة التي يعمل بها تعلم أن النجاح يتم بهذه الطريقة المذكورة، فإذا كان كفئًا لوظيفته، ويؤديها بإتقان، فلا يحرم عليه الراتب والزيادة.

وراجع في ذلك الفتويين التاليتين: 148829، 329842.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني