الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في دائرة الضرائب بين الإباحة والحرمة

السؤال

أنا شاب متزوج، أعمل موظفا في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات. فما حكم ما أتقاضاه من رواتب ومكافآت من عملي؟ علما أنني قد تعينت بها بعد سبع سنين من تخرجي من الجامعة. والله إن قلبي قد تعب، ونفسيتي تعبت من التفكير في هذا الأمر أن أظلم أحدا، أو أساهم في أكل مال ظلما. حيث هناك حديث يخيفني، وهو: لا يدخل الجنة صاحب مكوس. وكذلك قصة المرأة التي رجمها الرسول، وقال: والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له، أو بمعنى ما قال؛ ولذلك لشدة خطورة الأمر.
فهل أتركها؟ وإذا تركتها من أين سوف أعتاش أنا وعائلتي؟ علما أنه هو مصدر الدخل الوحيد. وأنوه أنه من خلال اتصال هاتفي مع اثنيين من المفتين حول هذا الموضوع لم يعطياني أيّ جواب، وقالوا بالحرف الواحد: لا نجاوب على هذا السؤال، واسأل دائرة الإفتاء. واتصلت بدائرة الإفتاء مرتين، وقالوا: حلال. وقال أحدهما: إن سيدنا عمر فرض ضريبة، لكن -والله- قلبي غير مرتاح.
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعمل في دائرة الضرائب، يختلف حكمه باختلاف حكم هذه الضرائب:

فإن كانت الدولة تجمعها لحاجتها إليها، لتصرفها في المصالح العامة؛ فهي جائزة، والعمل فيها مباح، وكسب العامل فيها حلال.

وأمّا إذا كانت الضرائب تؤخذ ظلما، أو تصرف في غير وجهها الصحيح، فهي غير جائزة، والعمل فيها غير جائز، إلا لمن يعمل بقصد تخفيف الظلم، وتقليل الشر، فعمله جائز، كما بينا ذلك في الفتوى: 69979. والفتوى: 330370.

والوقوف على حكم الضرائب في بلد ما، يرجع فيه إلى أهل العلم في هذا البلد، فإذا سألت من تثق بعلمه ودينه من أهل العلم في بلدك؛ فلا حرج عليك في العمل بقوله.

وللفائدة راجع الفتوى: 237145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني