الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعذار لا تبرر الغش في الامتحان

السؤال

أعلم أن الغش في الامتحانات محرم؛ لأن فيه ظلما وضياع حقوق لطلاب دون غيرهم، ولأن فيه خيانة لما قد اؤتمن عليه الطالب من قبل أستاذ المادة.
ولكن في حالة ما إذا كان الامتحان إلكترونيا. وأرى بأن كل طلاب الدفعة يغشون، بحيث يفتحون الكتب وينقلون منها الحل، حيث لا يظلم أحد دون غيره. وكذلك الأساتذة على علم بأن الطلاب ينقلون؛ لذلك يأتون بأسئلة على مستوى عال من الصعوبة؛ لأنهم يأخذون بنظر الاعتبار أن الطلاب سوف يغشون؛ لذلك توضع الأسئلة وفقا لهذه الحالة، فتكون صعبة بالرغم من أنهم لا يسمحون بالغش. ولكن توضع أسئلة مخصصة من الصعب جدا الإجابة عليها من دون الاستعانة بالمصادر. ومخصصة لطلاب أمامهم الحل، وليست مخصصة لطلاب يعتمدون على أنفسهم.
السؤال هنا: إذا فتحت الكتب ككل من في الدفعة. هل يعتبر هذا غشا؟ مع العلم أنني إذا لم أنقل كحال جميع الطلاب سيضيع حقي. لأنني أقرأ ولكن في الأخير يجتازني من هو دوني في المستوى العلمي، بسبب أنه هو نقل الإجابة وأنا لم أنقل.
وكذلك بسبب أن الأسئلة موضوعة بحيث يكون من الصعب الإجابة عليها دون الاستعانة بكتب مادة الامتحان؛ لأن الأساتذة يعلمون علم اليقين أن الجميع سوف ينقلون؛ لذلك يأتون بهكذا أسئلة. في مثل هذا الحال هل يعد هذا الأمر غشا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنقل من الكتاب ما دام ليس مسموحا به فإنه من الغش، وكل ما ذكرته -أخي السائل- من الأعذار، لا يبرر شيئا من الغش في الامتحان.

فالغش محرم، ومن غش من الطلاب وأخذ ما لا يستحقه، فإثمه عليه، وفعله لا يبرر لك أن تغش بكل حال.

كما أن سكوت المراقبين عن غش الطلاب هو خيانة للأمانة التي كلفوا بها من المراقبة، ولا عجب فنحن في زمن ضياع الأمانة. وصعوبة الامتحان لا تسوغ الغش، فاجتهد واقرأ، واستعن بالله تعالى، وانظر الفتوى: 430324 في الترهيب من الغش في الامتحانات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني