الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للأم ألا تفصح عن راتبها التقاعدي وراتب الضمان لزوجها المتوفى

السؤال

هل يجوز لأمي أن تخفي راتبها الشهري، وراتب أبي المتوفى، فهي لا تريد الإفصاح عن ماله. وعندما أسألها عن راتبها وراتب أبي، تقول إنها تشتري دواء، وهو لا يكلفها سوى ٥٠ دينارا. وأن حسابها دائما فارغ؟
وهل يجب التصريح براتبها، وراتب أبي، علما أن لدي معلومة أنه إذا كان هناك مبلغ مالي، فيجب قسمته بالعدل بين الإخوة.
وقد علمت أن الأموال تسحب كل شهر من طرف شخص من العائلة، وذلك لإظهار الحساب فارغا، وعدم احتساب المال كميراث بين الإخوة، بعد عمر طويل للأم إن شاء الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على أمّك في عدم إخبارك بما عندها من مال أو كسب، ولا يجب عليها أن تطلعك على قدر راتبها التقاعدي، أو راتب الضمان الاجتماعي الذي يعطى لها بعد وفاة أبيك -رحمه الله- هبة من الدولة.

ولها أن تتصرف في أموالها ما دامت رشيدة. إلا أنها إذا وهبت لأحد أولادها شيئا، يجب، أو يسن لها أن تعطي مثله لبقية الأولاد. وتراجع الفتوى: 6242
لكن إذا كان راتب الضمان الذي يعطى لها بسبب وفاة أبيك؛ ناتجا من حقوقه المالية المقتطعة من راتبه في حياته، وليس هبة من الدولة لها؛ ففي هذه الحال يكون هذا الراتب جزءا من ميراث الأب، يقسم على جميع ورثته حسب أنصبتهم الشرعية، ولا يحلّ لها الانفراد به دون رضا باقي الورثة، وراجع الفتوى: 354550
وعلى أية حال؛ فالواجب عليكم برّ أمكم والإحسان إليها، فإنّ حقّ الأمّ عظيم، وبرها من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات، كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر الموبقات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني