الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للشيطان خطوات في إغواء بني آدم

السؤال

الشيخ الفاضل ، تحية احترام وتقدير وبعدكنت مترددة كثيرا قبل أن أضع حيرتي هذه بين أيديكم ، ومعاناتي هذه التي أعانيها لا يعلمها سوى الله عز وجل وها أنا أطرحها عسى أن أجد ما يريحني بإذنه تعالى، إنني سيدة ملتزمة ولله الحمد وباختصار إنسانة تسعى جاهدة لمرضاة وجه الله الكريم وما يتعبني ويقلقني بل يجعلني أحتقر نفسي جدا وأنبذها وألومها .. إنني أحيانا عندما أكون أسير في الطريق ألمح أن بعض الرجال قد نظر لي ،فيتسارع لشعوري السعادة وبنفس اللحظة وهي كرمشة العين أحتقر نفسي وأتعذب من أجل ذلك وأقول ما لي قد فرحت الواجب أن أكره ذلك وكثير من التساؤلات لهذه النفس الحقيرة ،، مع أنني مع نفسي أخاف الله عز وجل جدا وأراقب تصرفاتي وكلامي وأحاسب نفسي دائما وأحرص على رضاه عز وجل، هذا مثال من تلك المشاعر التي تراودني حيث أحيانا مع أنني حريصة جدا على نفسي حتى قبل الالتزام، أحيانا أبرر لنفسي وأقول ربما لأنني مسحورة حيث أعاني من ذلك من مدة والله المستعان أريحوني بارك الله فيكم وهل علي إثم في هذه المشاعر ووضحوا لي لو تكرمتم ما هو الأصل في الشعور الحقيقي نحو هذه النظرة التي تدل على الإعجاب من الرجل
إنني أستغفر الله كثيرا لحظتها وأقول في نفسي هل أنا منافقة أم أنني غير صادقة مع الله أو بتوبتي التي كانت قبل 9 سنوات تقريبامع أنني تبت توبة نصوحا وأخافه عز وجل ويعلم الله عز وجل كم أبحث عن رضاه أرشدوني هداكم الله وأنار بصائركم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته الأخت يدل على أنها فعلاً صادقة مع الله في توبتها ومراقبتها له سبحانه في حركاتها وسكناتها ومشاعرها.

فنسأل الله لنا ولها الثبات على الاستقامة على دينه.

أما بالنسبة لسؤالها هل عليها إثم من شعورها بالسعادة من نظر رجل إليها نظرة إعجاب، فهذا الشعور من حديث النفس الذي تجاوز الله تعالى عنه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه مسلم.

ولا يلام الإنسان ولا يلحقه إثم من مثل هذا الشعور ما لم يسترسل فيه، وتطمئن إليه نفسه، أما إذا كان يبادر لدفعه عند أول حصول له -كما هو حال السائلة- فإنه -إن شاء الله- من الذين يصدق عليهم قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (لأعراف:201).

والحاصل أن على الإنسان أن يبادر في دفع مثل هذه المشاعر والخواطر حتى لا تكون قائداً له إلى الوقوع في ما بعدها، فإن العلماء يقولون: حارب الخاطرة قبل أن تكون فكرة، وحارب الفكرة قبل أن تكون عملاً، وحارب العمل قبل أن يصبح عادة وسلوكاً.

والشيطان له في إغواء الإنسان سبل وخطوات، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ(النور: من الآية21)، كذلك على الأخت أن تتجنب قدر استطاعتها أماكن تواجد الرجال والاختلاط بهم إلا للحاجة والضرورة، نسأل الله لنا ولها الثبات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني