الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البحث عن براهين الإيمان لا يدل بالضرورة على الشك

السؤال

قد أجبتم على سؤال لي يخص قول الله سبحانه "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" وعلا قة الآيه الكريمة بالوساوس وحديث النفس، وتفضلتم بالآتي:فالوسواس خواطر يقذفها الشيطان في القلب، وهي غير مؤثرة في الإيمان. أما الآية فإنها تتحدث عن الريب وهو الشك الذي يذهب باليقين، ويضر بالإيمان، وهناك فرق كبير بين الأمرين، فما نقل في النصوص التي في الفتوى التي أرسلت بها إلينا إنما هو عن الوساوس، لا عن الريب والشك القادح في الإيمان، والله أعلم. أريد أن أحكي لكم ما حدث لي لأعرف من أي النوعين هو: فقد أنعم الله علي بحج بيته الحرام وفي ثاني أيام التشريق بدأت الوساوس وزادت بعد الحج مع العلم بأني من ناحية العمل الفعلي أصبحت مواظبا على صلاة الفجر وأقلعت عن كثير من المعاصي الذي يؤرقني هو أني زرت مواقع دلائل مادية عن الغيبيات لكي أحاج بها وساوس الشيطان أو حديث النفس، مثل كتاب الأدلة المادية على وجود الله تعالى، فهل بهذا البحث أكون خرجت من دائرة "ما لم يعملوا أو يتكلموا به" ودخلت في دائرة من تتحدث عنهم الآية الكريمة والعياذ بالله؟وإن كان كذلك هل التوبة تخرج من هذه الدائرة، وهل للحج والإقلاع عن المعاصي علاقة بذلك لأني لم أعان من أي من هذا قبل الحج والإقلاع عن المعاصي، مع العلم أخيرا بأني أخاف من حبوط العمل والعياذ بالله وأخاف من سوء الخاتمة أعاذنا الله وإياكم؟ وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبحث عن أدلة الإيمان وحججه وبراهينه وما به تدفع وسوسة الشيطان وما يلقيه في النفس هو من العلم النافع، بل قد يجب، وليس مجرد البحث عن أدلة الإيمان وحججه أمارة على الشك والريب، والذي نرى أن تسلكه ما يلي:

1- أن تسعى في تعلم حجج الإيمان وأدلته لقول الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد:19]، ولا شك أن أجلَّ العلوم وأفضلها هو علم الإيمان.

2- أن تُعرض عن الوساوس وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

وأما عن علاقة الحج بذلك، فاعلم أن الشيطان لا يوسوس في القلب الخرب، فليس مستغرباً أن يعيش الإنسان بعيداً عن الوساوس إذا كان غارقاً في ذنوبه ومعاصيه، فإن تاب ورجع وأصلح حاله غضب لذلك الشيطان، فيحاول صده فإن لم يستطع رجع إلى الوسوسة، فاستعذ بالله من شره واقطع عنك الوساوس، وامض في ما أنت فيه من طاعة.. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني