الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبتلى بالوسوسة.. ووهمه في إصابته بالنجاسة

السؤال

جزاكم الله عني خيراً بخصوص الإجابة على أسئلتي: الحقيقة كما تفضلتم فإنني أعاني من بعض الوساوس التي تلاحقني، وكما يقولون كلما أغلقت باباً واحداً انفتحت عشرة أبواب، أرجو منكم التفضل بالاطلاع على مشكلتي التالية والجديدة التي بدأت أعاني منها:
منذ بضعة أيام كنت واقفاً مع أحد الأصدقاء وجاء حارس البناية التي فيها المحل التجاري الخاص بصديقي، وهذا الحارس هو رجل كبير في السن نوعاً ما ربما عمره يتراوح بين الخمسين والستين سنة، وعندما اقترب منا لا حظت وجود بقعة ماء على بنطلونه وبالتحديد (عفوا) في منطقة العضو التناسلي الذكري أي منطقة ما يسمى بالسحاب في البنطلون حيث سألناه حول هذه البقعة فقال بأنه قد بال وغسل، وسألت صديقي بعد ذلك حول البقعة في بنطلون ذلك الرجل فقال لي بأنه قد غسل عضوه التناسلي الذكري، والمشكلة أن ذلك الرجل كان قد وضع يده على قميصي الذي كنت أرتديه (بعد قيامه بعملية غسل عضوه التناسلي الذكري)، سؤالي هو: هل إذا ارتديت ذلك القميص وملامسته بعد ذلك من ثياب وضعتها عليه مثل البنطلون، هل ذلك القميص طاهر وهو ما لامسه من بقية الملابس، أقصد هل إذا لبسته وقد لمسه ذلك الرجل الذي قام بغسل عضوه التناسلي الذكري، هل أكون قد فعلت فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي، أو أفعال قوم لوط والعياذ بالله، حيث إنه غسل عضوه الذكري ثم لمس قميصي، أقصد هل أثر عضوه الذكري موجود على قميصي وهل قميصي نجس ولكن بنجاسة غير مرئية وإنما نجاسة معنوية إن صح التعبير حيث إنه قد لمسته يد ذلك الرجل الذي لامس عضوه الذكري وغسله بيده، المشكلة الثانية: ركبت اليوم سيارة أجرة وعند الحديث مع السائق قال لي إنه قبل أيام قد ركب معه شخص وجلس في المقعد الخلفي ولكنه لاحظ عليه بأنه غير طبيعي حيث إن ذلك الشخص وعلى حسب تعبير السائق (كان شخصاً غير مريح وهو أشبه بالبنت حيث كأنه كان من الشاذين جنسياً كما فهمت)، السؤال: هل ملابسي التي ركبت بها تلك السيارة طاهرة لكون أن السيارة ربما قد ركبها شخص مثل ذلك الشخص الذي يكون نجساً معنوياً إن صح التعبير، حيث إن نجاسته تنبع من عمله الذي يمارسه، وهل إذا قام سائق السيارة بتنظيف سيارته ونظف المقعد الخلفي الذي كان يجلس عليه ذاك الشخص ثم نظف المقعد الأمامي الذي كنت أجلس عليه بنفس الفوطة ثم جلست أنا على المقعد الأمامي، هل تكون النجاسة قد انتقلت إلى المقعد من ذلك الشخص، وكما قلت النجاسة بنجاسة ملابسه الناتجة من نجاسة عمله وبالتالي قد انتقلت إلى ملابسي، وهل إذا غسلت ملابسي تنتشر النجاسة على كل الثوب بعدما كانت قد أصابت جزءاً منه ونفس هذا السؤال أطرحه على المشكلة رقم 1 أعلاه؟ جزاكم الله خيراً، والحقيقة أنني أسأل هذه الأسئلة لخوفي الشديد من عقاب ربي سبحانه وتعالى، وأنتم تعلمون ما هو عقاب قوم لوط ومن يفعل أفعالهم والعياذ بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يشفيك من هذه الوساوس الشديدة التي أصابتك، واعلم أن الخوف من الله تعالى يتمثل في امتثال أوامره والكف عن نواهيه، أما الغلو والتنطع فليس من الدين.

فكيف يتصور أن الشخص إذا غسل ذكره يتنجس من تلامسه يده نجاسة معنوية؟!! ثم كيف يتصور نجاسة المقعد، وبالتالي نجاسة ما يلامسه من الثياب بمجرد أن الجالس عليه رجل شبيه بالبنت؟!! بل ولو كان مخنثاً؟ ثم ما معنى كون الثياب تتنجس كلها إذا غسل بعضها مع البعض على النحو المذكور، وما الفائدة من الغسل إذا لم يكن يحصل معه تطهير؟ فالذي ننصحك به -أيها الأخ الكريم- هو أن تترك هذا النوع من التفكير، وهذا النوع من الهواجس، وعليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]، وبتلاوة المعوذتين، وملازمة الذكر والتلاوة والالتجاء إلى الله بأن يصرف عنك ما أصابك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني