الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تسقط التكاليف الشرعية عن المسلم لمجرد وجود صعوبات في تعليمه

السؤال

لديّ أخت تصغرني بست سنوات، تعاني من صعوبات التعلم. وهذا يعني بأن عمرها العقلي يختلف عن عمرها الزمني. فهي الآن عمرها 18 سنة، ولكنها حتى اليوم لا تستطيع أن تقرأ سطرا بلا مساعدة مني، أو من الأهل، والكتابة عن غيب والحساب؛ هذا كله عسير عليها؛ لأن الفهم والاستيعاب عندها ضعيف.
سؤالي هو: هل تجب عليها الفروض الخمسة، كما على جميع المسلمين أم لا؟ وبخاصة الصلاة؛ لأني أعلم بأن الصلاة تجب على كل عاقل بالغ راشد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة تفهم الخطاب، وتعقل الجواب -كما هو ظاهر- بحيث يمكن تفهيمها وجوب الصلوات الخمس، وتعليمها كيفية الطهارة، والصلاة، ونحو ذلك؛ فإن الواجب عليها أن تصلي؛ لأنها والحال هذه مكلفة، والتكليف لا يزول عنها لمجرد وجود صعوبات في التعلم، وإنما يسقط التكليف عن المجنون والمعتوه. وقد بينا حده في الفتوى: 199245.

فما لم تصل تلك الفتاة إلى حد الجنون أو العته -كما قد يظهر- فهي مكلفة، وإن وصلت إلى هذا الحد، فالتكاليف ساقطة عنها؛ لما بُيِّنَ في الفتوى المحال عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني