الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخبرت أختها بأسئلة الامتحان وهي لا تعلم أن امتحانها سيكون في الأسئلة نفسها

السؤال

في السنة الفائتة تم اختبار أربعة فقط في المدرسة، وكنت ضمن هؤلاء الأربعة، ولا أحد من التلاميذ كان يعلم أيّ شيء عن هذا الامتحان.
وفي هذه السنة، المدرس في مدرسة أختي، أخبرهم أنه سيختار هذا الامتحان.
إذا قلت لأختي محتوى الامتحان، حيث إني امتحنت به من قبل. فهل يعتبر ذلك غشًّا؟ مع العلم أن باقي فصلها لا يعلم أيّ شيء عن هذا الامتحان. وهل إذا غضب أحد الوالدين مني لعدم إخبارها إياه أكون عاقة؟ علما بأني عند رجوعي السنة الفائتة من الاختبار أخبرتها بالامتحان، وماذا فعلت فيه، ولم أكن أعلم أنها ستمتحن به، أو أن المدرس سيختاره امتحانًا لها؟ وهي لا زالت تتذكر محتوى الامتحان الذي أخبرتها عنه.
فهل عليَّ إثم؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك في إخبار أختك بمحتوى الامتحان سابقًا، حيث لم تكوني تعلمين أنها ستدخل هذا الاختبار فيما بعد، فإنك لست مكلفة بما لا تعلمين أنه سيكون.

وفي حين الإخبار كان ذلك جائزًا لك، بناء على الأصل، ولكن لا يجوز لك إخبارها بمحتواه مجددًا؛ لما في ذلك من تفويت تكافؤ الفرص بينها وبين سائر الطلبة، ولما يعلم في العادة من أن الهيئة التي تدرسون لديها لا تأذن في هذا.

فيكون إخبارك لها والحال هذه، من الغش المنهي عنه بقوله -صلوات الله عليه-: من غش فليس منا. أخرجه مسلم.

وليس عقوقًا ألا تعودي لإخبارها بذلك المحتوى، وإن غضب أبواك، وذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

لكن عليك أن تتلطفي لوالديك، وتعلميهما أن هذا هو حكم الله -تعالى- بلين ورفق.

وأما ما تتذكره هي مما سبق إخبارك لها به، فلا إثم عليك فيه؛ لأنه ترتب عن فعل كان مأذونا لك فيه حينها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني