الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراعاة الأدب في كلام المرأة مع المرأة في أمور الحيض

السؤال

هل يجوز للبنت أن تتكلم في أمور الحيض، والدورة الشهرية مع صديقتها، أو صديقاتها، والضحك بهذا الموضوع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الشرع قد حث على الحياء ومدح أهله، ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحياء خير كله.

وقد كان نساء الصحابة -رضي الله عنهن- إذا كانت بإحداهن حاجة للسؤال عما يستحيى منه كالحيض، والغسل من الجنابة، يسألن على استحياء، ولولا الحاجة للعلم لما نطقن بما يُستحيى منه.

ففي الصحيحين من حديث أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَتِ المَاءَ» فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ -تَعْنِي وَجْهَهَا- وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَوَ تَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا».

وكلام المرأة مع المرأة في مثل هذه الأمور، مع أنه أهون منه مع الرجال، ينبغي أن يكون بقدر الحاجة دون تبسط في الحديث عنه، أو إفاضة فيه، لا أن يجعلنه مثارا للضحك والمزاح. فالاحتشام عند المحادثة يحفظ للمرأة مكانتها عند أختها، وعكسه الابتذال فيه قد يحط من قدرها ومكانتها عندها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني