الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إخراج الأب الحنفي زكاة الفطر بالقيمة عن ابنه الحنبلي

السؤال

أنا من باكستان وعمري 16 سنة. أنا حنبلي، وأسرتي حنفية، ولديَّ القدرة على تأمين طعام يوم وليلة، أي المبلغ الذي يجعل زكاة الفطر واجبة، لكنني لست مستقلاً تماماً؛ لأن والدي هو الذي يدفع تكاليف مدرستي والغذاء وضروريات المعيشة.
إذا أخرج والدي زكاة الفطر عني أثناء تطبيق الرخص في الفقه الحنفي، أي أن الأحناف أجازوا إخراجها نقدا، وخارج البلد، ومن أول رمضان، ويجوز إخراجها لجميع تلك الفئات: لمن يمكن إعطاء الزكاة له. فهل في هذه الحالة يرتفع الوجوب عني أم لا، وهل أستطيع الأخذ بالرأي الحنفي في هذا الشأن؟
لاحظ أن والدي لن يوافق على دفعها طعامًا، لأنه من الصعب القيام بذلك، فهم يعطونها للوكيل الذي يقوم بعد ذلك بتوزيعها، وأيضًا لأنه من الأفضل دفعها نقدًا حسب المذهب الحنفي. وأنا شخصياً لا أستطيع الذهاب وإعطاء شخص ما؛ لأنني لا أستطيع القيادة للعثور على أي فقراء، أو شراء الطعام أو ما أشبه ذلك. وليس عندي بطاقة كي أرسل القيمة إلى الوكيل في بلد آخر ليخرجها عني طعاما (لأن عمري أقل من 18 سنة). وإذا سألت والدي فسيقول: عليك أن تصبح حنفيًا، بينما أنا أريد أن أبقى حنبليًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تملك فاضلا عن حاجتك ليلة العيد ويومه قدر صاع من طعام؛ وجب عليك إخراج صدقة الفطر.

والخطب يسير، فعليك أن تأخذ هذا الصاع من القمح أو التمر -مثلا- وتعطيه لفقير في منطقتك، وهذا غير متعذر.

ثم إنه يجوز الأخذ ببعض رخص الفقهاء للحاجة، على ما بيناه في الفتوى: 134759.

فإن كان أبوك يخرجها عنك قيمة وصعب عليك إخراجها من الطعام، فنرى أنه لا حرج عليك في العمل بهذا القول، وتقليد من يفتي به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني