الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم الادعاء بزيادة الأضرار لخداع شركة التأمين

السؤال

أعيش في دولة أجنبية، ولدي تأمين على سيارتي؛ لأن التأمين إجباري لجميع السيارات.
تعرضت لحادث: يعني شخص ضرب سيارتي وأنا ليس لي ذنب. الآن شركة التأمين لديه سوف تتكفل بتصليح سيارتي بما أنه هو المخطئ، وفي هذه الحالة سوف تُصلح سيارتي، ولكن سوف ينقص من سعرها؛ لأنها أصبحت مصلحة بعد حادث، فاذا أردت أن أبيعها في المستقبل ستكون أقل سعرا. وبنفس الوقت أصبح اسمي غير مرغوب في شركات التأمين بسبب هذا الحادث، بالرغم من أنني لست المذنب في الحادث. فأنا أواجه أضرارا كثيرة بدون ذنب.
والسؤال هو: أحد أصدقائي اقترح علي أن أبالغ في أمر الحادث، فأقول: إن الحادث تسبب في صدور أصوات غريبة في السيارة، مع العلم أنه لا توجد أصوات، أو أن أزيد ضربة الحادث بنفسي وأجعلها أكثر ضررا، عند ذلك شركة التأمين لن تصلح السيارة، ولكن ستأخذها، ويدفعون لي ثمنها كاملا.
فهل يجوز أن أفعل هذا لكي أتجنب الأضرار التي سوف أتسبب بها بدون ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما تستحقه مقابل الضرر الذي أصاب سيارتك فعلا بسبب خطإ الطرف الثاني، فلا حرج عليك في أخذه من شركة التأمين التي سيحيلك عليها من وقع منه الخطأ عليك.

وأما أن تحتال بما ذكرت من ادعاء أصوات في السيارة، أو أضرار غير موجودة، أو أن تزيد الضرر بنفسك لتخدع شركة التأمين فتشتري منك السيارة؛ فهذا لا يجوز لك، وفيه أخذ للمال بالباطل. والغش والخديعة خُلقان محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غش فليس مني. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج الطبراني أيضاً: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.

وللفائدة انظر الفتوى: 283162.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني