الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشتراط بقاء الشركة مدة معينة ينافي كون عقد الشركة جائز غير لازم

السؤال

عندي شركة أبيع بها اشتراكات شهرية للبرنامج الذي أبيعه للشركات من أجل تسهيل إدارة شركاتهم بشكل عام.
اتفقت مع أحدهم أن يستثمر معي مبلغا من المال بدون التدخل بالإدارة. على أن تكون حصته كالتالي:
من كل عملية بيع أقوم بها يحصل على نسبة 35 % عن كل اشتراك تم بيعه. وطبعاً هذا الاشتراك يتكرر دفعه شهرياً ما دام الزبون مشتركا في البرنامج.
وتكون مدة العقد سنتين. فمثلا وضع 5 آلاف، وخلال السنتين وصلت المبيعات 120 ألفا؛ فسيحصل على 35% يعني تقريبا 42 ألفا. طبعاً بهذه الحالة يكون قد استرجع أصل رأس المال.
أما بالنسبة لأرباح وخسائر الشركة، فهذا سيتم احتسابه من حصتي من الجزء المتبقي 65%، فإذا وضعنا في العقد فقرة تنص على احتمال وجود عامل الخسارة. فهل يجوز أن يتم التعاقد بهذه الطريقة؟
نسبة على كل بيع لصالح المال؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تصح الشركة بهذه الطريقة المذكورة؛ لأن من شروط صحة الشركة أن يكون رأس مال كل شريك نقدًا لا عرضًا.

وذهب مالك، وأحمد في إحدى الروايتين عنه إلى صحتها في العروض؛ بشرط أن تُقوَّم، وتجعل قيمتها وقت العقد رأس المال.

وهذا مفقود في الاتفاق المذكور؛ فإن السائل لم يقوِّم شركته والبرنامج الذي يبيعه؛ ليكون ذلك حصته في رأس مال الشركة. وانظر للفائدة الفتوى: 383164.

ثم إن الشركة عقد جائز غير لازم، فيجوز لأي من الشريكين فسخها متى شاء، فاشتراط بقائها أبدا، أو تأقيتها بمدة معينة، كالسنتين المذكورتين في السؤال محل اشكال عند أهل العلم.

قال ابن النجار في «منتهى الإرادات»: الاشتراط فيها (أي الشركة) نوعان: صحيح، كأن لا يتجر إلا في نوع كذا .. وفاسد، وهو قسمان:

مفسد لها: وهو ما يعود بجهالة الربح.

وغير مفسد: كضمان المال، أو أن عليه من الوضيعة أكثر من قدر ماله ... أو لا يفسخ الشركة ‌مدة كذا .. اهـ.

وقال ابن المُنَجَّى في الممتع في شرح المقنع: وأما كونه لا يفسخ الشركة مدةً بعينها؛ فلأن الشركة عقد جائز، واشتراط لزومها ينافي مقتضاها؛ كالوكالة. اهـ.

ثم إن الظاهر من قول السائل: (بهذه الحالة يكون قد استرجع أصل رأس المال) أن هذا الشخص إذا انقضت المدة لا يسترد شيئا من رأس ماله.

ومن قوله: (بالنسبة لأرباح وخسائر الشركة، فهذا سيتم احتسابه من حصتي) أن الشريك لا يقع عليه شيء من الخسارة، ولا من تكلفة التشغيل ونحو ذلك.

وكلا الأمرين فاسد، يتنافى مع مقتضى الشركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني