الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دفن المولود بدون ختان

السؤال

رزقني الله عز وجل بولدين توأمين ولكن في مدة حمل 6 شهور في مستشفى المفرق وللأسف أن الدكتور الذي تولى استقبال أطفالي بعد الولادة من قسم الرعاية المركزة لحديثي الولادة كان هنديا كافرا من عبدة البقر أو النار لا أدري تحديدا ثم وضعوهما في الحضانة وبدءوا معهما رحلة من العذاب وقد كانوا في حالة سيئة من حيث التنفس المهم أن الأكبر –يونس– أصيب بالتهاب في الأمعاء بعد أسبوعين مما اضطر دكتورا مصريا أخصائيا في جراحة الأطفال أن طلب مني إجراء عملية استئصال جزء من الأمعاء فوافقت ولكنه بعد العملية أخبرني أن الطفل سيموت لا محالة خلال يوم أو اثنين لأن الأمعاء كلها ميتة ولا يوجد منها شيء سليم، وأنه لم يأخذ مها شيئاً ولكن الله سبحانه أطال في عمره أسبوعا آخر فظن الدكتور أن معجزة قد حدثت وأن جزءا من الأمعاء قد شفي وخصوصا أن الطفل بدأ يفتح عينيه وتنخفض عنده نسبة تسمم الدم –التهاب الدم- فطلب مني إجراء عملية أخرى فوافقت ولكنه كرر ما سبق قوله بعد العملية الأولى وفعلا توفي الولد بعدها بحوالي الساعتين ولا أدري هل هم لهم يد في ذلك فقد أخذت زوجتي إلى أبو ظبي لاستخراج شهادات ميلاد لهم لأرفع الروح المعنوية لزوجتي وعندها اتصلوا بي ليخبروني بوفاة الولد، أما الثاني –أيوب– فقد حدث له ما حدث لأخيه إلا أنه أجريت له 4 عمليات في الأمعاء لاستئصال أجزاء ميتة منها ولم يتركوا له إلا جزءاً ضئيلاً لا يمكنه العيش به والذي أجرى العمليات طبيب مصري هو رئيس قسم جراحة الأطفال وأحسبه على خير من ناحية الدين –والله اعلم– المهم كنت أوافق كل مرة فقد كان يقول لي لا بد من استئصال الجزء الميت لإزالة الالتهاب وإلا فإن التهاب الدم سيقضي على الطفل، وفعلا تتحسن الحالة أسبوعاً ثم يعود التهاب الدم مرة ثانية وثالثة ورابعة وكنت أشتكي من تصرفات الممرضات الكافرات فكلهن هنديات أو فلبينيات إلا 2 مسلمات المهم بعد تليف الكبد وتسمم الدم وغيره توفي الولد بعد 6 شهور داخل الحضانة وأسئلتي هي:أ‌- هل أخطأت على موافقتي للدكتور على إجراء العلمليات للأطفال؟ب‌- قمت بدفن أولادي بعد الغسل والصلاة عليهم ولكن بدون ختانهم فقد ماتوا ولم يختنوا فهل هذا خطأ مني أم لا فقد أخبرني زميل في المدرسة أنني أخطأت في ذلك؟ت‌- يوم وفاة الطفل الثاني كنت قد أخرجت زوجتي من المستشفى بعد انهيارها وقيامها بسب الممرضات وعمل مشاكل كثيرة مع الدكاترة ودعائها عليهم فقد حملتهم نتيجة ما حدث للأولاد وأنا شاهد على تفريقهم في المعاملة مع أولادي وغيرهم المهم اتصل بي الدكتور السوري مسلم أخصائي الأطفال في الحضانة الساعة 3 بالليل أن الولد ضغطه ونبضات القلب هبطت جدا وأنه يبدو أن الوفاة ستكون بعد قليل فهو لا يستجيب لأي علاج أو حتى التنفس الصناعي وإذا أردت الحضور لأرى الحالة بنفسي فعلي الحضور للمستشفى فرفضت بسبب حالة زوجتي فهي لو ذهبت معي لكسرت الغرفة والمستشفى كله وقد يؤدي ذلك لوفاة أطفال أبرياء في الحضانه فهي لن تتحمل ترى ابنها الثاني يموت أمامها، فلم أذهب وقد اتصل بي بعدها بساعة وأخبرني أنه توفي، فهل أنا أخطأت في تركي الولد مع دكتور هندي كافر وممرضه هندية كافرة في ذلك اليوم أما الدكتور السوري فرغم أنني طلبت منه الجلوس مع الولد في لحظاته الأخيرة فأنا متأكد أنه لم يجلس معه فهو أخصائي غير مطلوب منه ذلك ث‌- أنا كنت قد قمت بتصوير أبنائي عدة صور قبل الوفاة وأنا من فترة وأخرى ألقي عليها النظر فأبكي من إحساس مسئوليتي تجاه ما حدث لأولادي بسبب موافقتي على هذه العمليات لهم، فهل هذا خطأ ويقدح في صبري على فراقهم، وفي النهاية أريد منك الدعاء لي أن يرزقني الله الذرية الصالحة فزوجتي الآن حامل ونحن متزوجان منذ 6 سنوات، وأدعو الله أن يؤيدكم بنصره ويسدد خطاكم في الدعوة إلى الله في هذا الزمن وأن يثبتنا على الطريق المستقيم فإنه نعم المولى ونعم النصير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أ- أنت لا تعتبر مخطئاً في موافقتك للدكتور على إجراء العمليات لولديك، لأنك بذلك تريد شفاءهما، وطلب الدواء مأمور به، روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث أسامة بن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم.

ب- دفنك الولدين دون ختان هو الصحيح، قال صاحب منح الجليل:..... لا يحلق له شعر ولا يختن ولا يقلم ظفره وينقى الوسخ من أظفاره وغيرها... انتهى.

ت- أنت لا تعتبر مخطئاً في تركك الطفل في رعاية طبيب كافر وممرضات كافرات، وحضورك موته أو حضور زوجتك لذلك ليس أمراً حتمياً ولا ضرر على الولد في موته بحضرة جماعة من الأطباء الكفار، فما فعلته -إذاً من البقاء مع زوجتك المنهارة صحتها هو الصواب، وما عللت به عدم إحضارها إلى المستشفى أيضاً تعليل حسن.

ث- واعلم أن الاحتفاظ بالصور -وإن كان الملتقط منها بالآلة محل خلاف بين أهل العلم- فإنه لا ينبغي إلا أن يكون لضرورة أو حاجة كالبطاقة الشخصية والجواز ونحوهما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1935.

خاصة أن هذه الصور تحملك على ما ذكرت من البكاء والحسرة، ثم إن البكاء على الميت دون رفع صوت مرخص به، قال خليل: يعد المسائل المباحة: "وبكى عند موته وبعده بلا رفع صوت وقول قبيح."

قال الشيخ عليش: فإن كان برفع صوت حرم ويسمى حينئذ بكاء.

وأما البكاء بسبب الشعور بالذنب والمسؤولية فهو أمر حسن، ودليل على انكسار النفس وصدق التوبة، ولكن عليك أن تتيقن أن لا ذنب عليك فيما ذكرته في هذا الموضوع، وأخيراً نرجو الله أن يجعل ولديك لك ولزوجتك سلفا وذخراً وفرطا وأجراً، وأن يثقل بهما موازينكما، ويعظم بهما أجوركما، وأن يلحقهما بصالح أبناء المؤمنين في كفالة إبراهيم، كما نسأل الله العلي القدير أن يمن عليكما بذرية صالحة تتعزيان بها عما أصابكما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني