الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من أحب فتاة وخطبها غيره، ودخل في حزن عميق

السؤال

أنا طالب طب، وكما تعلمون فإن الضغوط التي تمر علينا كطلاب طب تفوق الجبال، والمشكلة ليست هنا، فمنذ الأيام الأولى من الثانوية كنت متعلقا بفتاة، فخططت، ودرست، واجتهدت أملا في أنني بعد تخرجي أتقدم لخطبتها -علما بأنه لم يكن بيننا أي كلام- وحرفيا بنيت كل آمالي، وأحلامي عليها، وأنا -والحمد لله- مواظب على الصلاة، والصيام، والعبادات بأكملها، وفجأة علمت أنه تمت خطبتها من شخص آخر منذ: 20 يوما، وفي البداية تقبلت الأمر، ولكنني عندما أفتح أوراق أحلامي، وأهدافي أدخل في حزن عميق، وكأنني خسرت شيئا ثمينا، وأدخل في دوامة من عدم التقبل، ومحاولة النسيان، وللأسف صرت أشاهد الإباحية -والعياذ بالله- في محاولة فاشلة مني بأن أنسى، وأريد أن أسجل الخروج من كل هذا، فانصحوني ماذا أفعل؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك التوفيق، والهداية، ثم اعلم أن همة المؤمن أكبر من هذا بكثير، فلا ينبغي أن يحصر المؤمن أهدافه في امرأة ينكحها، أو لذة دنيوية يحصلها، بل اجعل أكبر همك، ومبلغ قصدك هو مرضاة ربك تعالى، والوصول إلى ثوابه، ونيل جنته في الآخرة، هذا هو الهدف الأسمى، والغاية الأكبر، ثم اعلم كذلك أن الله تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها، وأنه يعطي كل أحد ما يليق به، ويصلح عليه، وأنه يلبس كل شخص اللبوس اللائق به، لكننا أُتينا من اعتراضنا على القدر، وتسخطنا على ما يقضيه الله جل اسمه، فاعلم أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، وأنه يدخر لك ما هو الأفضل، والأكثر مصلحة، وفائدة لك، ثم إن محاولتك النسيان بالهروب لمشاهدة الإباحية هو فرار من الرمضاء إلى النار، فعليك أن تتوب من هذا كله، وتفر إلى طاعة الله تعالى، والإقبال عليه، والإنابة إليه، وتحسن الظن به تعالى، وتثق بما في يديه، وتعلم أن عنده الخير الكثير لك، وتشغل نفسك عن التعلق بهذه الفتاة بما أنت مقيم عليه من الاشتغال بمصالح دنياك، وآخرتك، وبدعاء الله تعالى أن يزيل التعلق بها من قلبك، وبمجاهدة النفس بعدم الفكرة فيها، والانتقال إلى الفكرة في غيرها من النافع لك، كلما عرض لك ذلك، ولو صدقت في هذا فإنك سرعان ما تصل إلى بغيتك من نسيان ذلك الأمر، والاشتغال بما يصلحك، رزقك الله خير الدنيا، والآخرة، وأعانك على التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني