الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من آمن بموسى من المصريين

السؤال

هل أمر الله تعالى كل من آمن مع سيدنا (موسى) عليه السلام بالخروج من مصر، أم بنى إسرائيل فقط؟ وهل آمن معه من المصرين أحد؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن موسى عليه الصلاة والسلام، آمن به بعض أهل مصر، فقد آمن به السحرة، كما نصت عليه الآيات، أنهم قالوا آمنا برب هارون وموسى، كما في سورة طه، وقال في سورة الأعراف: قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ*رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف:122] وقد آمنت به زوجة فرعون، كما قال الله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11]، وقد آمن به بعض آل فرعون، كما قال الله تعالى: وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر:28].

وآمنت به ماشطة ابنة فرعون وأولادها، كما رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

وأما الذين أمروا بالسرى مع موسى، فظاهر كلام ابن كثير، والقرطبي، أنهم بنوا إسرائيل فقط.

ويدل لذلك قوله تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ [يونس: من الآية90]، وقوله تعالى في خطاب بني إسرائيل: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ لبقرة: من الآية50].

ومع هذا، فلا نرى مانعاً من أنه يمكن أن يوجد معهم غيرهم ممن آمن به من بقية أهل مصر، ويكون ذكر بني إسرائيل دون غيرهم من باب التغليب، وهو أسلوب عربي معروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني