الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب مصري متزوج ولدي طفل عمره سنتان والحمدلله وزوجتي بخير والحمد لله وأنجبت ذلك الطفل بدون تعب أو أي عناء والحمدلله ولكن بعد ما أكملتْ زوجتي سنة من ولادتها حملت مرة ثانية وبعد شهرين من الحمل رأت في نومها أن امرأة ضربتها حتى نزفت وبالفعل قامت من نومها فوجدت نفسها تنزف وقد أسقطت الجنين ونصحها أهل التجربه والخبرة بعد أن قصت عليهم القصه بالتداوي عن طريق المشايخ والطب العربي ولكننا لم نهتم وبعدها بأربعة شهور حملت ثانية وبعد شهرين من حملها رأت امرأة في نومها تضربها حتى نزفت وقامت من نومها وهي بالفعل تنزف وقد أسقطت الجنين الثاني فذهبت بها إلى أكثر من طبيبة وأجرت لها فحوصات وتحاليل نسائية وقالت إنها سليمة ولا يوجد سبب عضوي لإسقاط الجنين في المرة الأولى أو الثانية وعدنا إلى نصائح أهل التجربة من النساء وقالوا إن المرأة التي تراها في نومها قرينتها وهي تغار منها لذلك تضربها والحل الوحيد فيها اتباع المشايخ الأقوياء في الرقى الشرعية أو اتباع المشعوذين المعاشرين للجن أعوذ بالله وطبعا اتباع المشعوذ أمر مستحيل حتى لو اكتفينا بذلك الطفل الذي معنا ولكن نصحنا بعض الناس برجل مسن مسلم يعالج هذه الحالات منذ أكثر من ثلاثين عاما ودائما نتائجه إيجابية فذهبنا له وقصصنا عليه القصة فقال الأمر هين هذه قرينة وعلاجها سهل فأخذ يكتب ورقه وطواها على هيئة حجاب وقال لزوجتي ضعيها تحت الوسادة أثناء النوم وضعيها في جيبك أثناء التنقل ولكن لا تدخلي بها الحمام لأن فيها آيات قرآنية وهذا الرجل الجميع يقول عنه إنه رجل صالح وليس بمشعوذ والذي جعلني أثق فيه أنه لا يأخذ مقابل ما يصنع بل يقول إنه لوجه الله أما إذا أعطاه أحد شيئاً رمزياً مثل كيلو سكر أو شاي يأخذه ولكن ليس بفرض على أحد، والآن وبعد ما حملت زوجتي للمرة الثالثة ذهبتْ له وأخذتْ منه الحجاب واتبعت نصحه كما ذكرت لكم والآن زوجتي في الشهر الرابع من حملها والأمور طبيعية جدا ولم تر أي شيء مما كانت تراه من قبل والحمدلله فهل هذا الذي فعلته خطأ أو حرام لأنني قد أكون استعنت بهذا الرجل أم أنه أمر عادي والتداوي مطلوب وما رأيكم في هذا الرجل هل هو صادق ويوجد عنده العلاج بالشرع أم ماذا ترون فيما ذكرت لكم.
وجزاكم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فعلته يسمى في الفقه الإسلامي بالتمائم وهذه التمائم لا تخلو من حالين:

الحالة الأولى: أن يكون المكتوب في هذه التمائم من غير القرآن والسنة فهذا لا يجوز تعليقه ولا التداوي به ولا الذهاب لمن يفعل ذلك باتفاق العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أبو داود و أحمد .

الحالة الثانية: أن يكون المكتوب في هذه التمائم من القرآن والسنة، فالراجح من أقول أهل العلم أنه لا يجوز تعليقها، وبهذا القول قال ابن مسعود وأصحابه، وقد ورد عنهم( أنهم كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن) وهو قول ابن عباس أيضاً وحذيفة وعقبة بن عامر رضي الله عنهم وذلك لما يلي:

أولاً: لعموم نهيه صلى الله عليه وسلم عن التمائم في قوله: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه أبو داود والإمام أحمد، ولقوله صلى الله عليه وسلم: من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة. رواه ابن أبي شيبة

ثانيا: لسد الذريعة لأنه قد يفضي إلى تعليق ما ليس من القرآن.

ثالثاً: تعليق هذه التمائم قد يفضي إلى امتهان ما فيها من القرآن وذلك بالدخول بها إلى الخلاء لقضاء الحاجة.

وننصح الأخ السائل وزوجته باستعمال الرقية الشرعية التي هي من الكتاب والسنة، والمداومة على الأذكار الشرعية في الصباح والمساء وعند النوم، والالتزام بطاعة الله عز وجل في اتباع أو امره واجتناب نواهيه، حتى يحصل لكم الحفظ بإذن الله من شياطين الإنس والجن:{ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(يوسف: 64)

أما الرجل الذي سألت عنه فلا نستطيع الحكم عليه بعينه لعدم معرفتنا بحقيقة ما يفعل، ولكن نقول إن ممارسة الرقية الشرعية مباحة بل مطلوبة وقد بينا الرقية الشرعية في الفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني