الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أنفع وأجود كتب النثر والشعر

السؤال

أفيد فضيلتكم أني طالب علم وأرغب في تكوين حصيلة لغوية تعينني في مجال الخطابة والإلقاء، هل من كتب أدبية (شعر أو نثر) تعين في هذا المجال، بعض الإخوة نصح بأن أختار موضوعاً معيناً وأحاول الكتابة عنه ومحاولة ابتكار أساليب تجذب القارئ وتجعله متفاعلاً مع هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حسن البيان من أسباب قبول الناس لما تدعوهم إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحراً. وإن قراءة ما كتبه العرب من شعر ونثر لهو من أسباب تثقيف اللسان.

ومن أهم دواوين الشعر "ديوان أبي تمام، وديوان المتنبي، وديوان البحتري" ومن المتقدمين "ديوان زهير بن أبي سلمى، وديوان النابغة الذبياني، وطرفة بن العبد، وحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه" ويفضل قراءة شرح عبد الرحمن البرقوقي لديوان المتنبي.

ومن أفضل ما كتبه المعاصرون ديوان أحمد شوقي المعروف بالشوقيات، وديوان حافظ إبراهيم، وهناك من جمع أفضل ما قالته شعراء العرب سواء في باب واحد أو في أبواب متعددة، فمن ذلك المعلقات العشر والمفضليات للمفضل الضبي، والأصمعيات للأصمعي، ويفضل قراءة شرح الزوزني للمعلقات العشر.

وإذا أردت الاكتفاء بكاتب واحد يجمع لك أفضل ما كتبته العرب فعليك بكتاب "الحماسة" لأبي تمام، وكتاب "المختارات" لمحمود سامي البارودي، فإنه جمع فأوعى، وهو نافع جداً للخطباء والدعاة وغيرهم.

وبالنسبة للمنثور من كلام العرب، فإن كتب الأدب كثيرة، لكن أنفعها الأمالي لأبي علي القالي، والكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، وأدب الكاتب لابن قتيبة، وعيون الأخبار لابن قتيبة أيضا.

ولا يفوتنا أن ننبهك أن الأدباء والشعراء قد تطغى أقلامهم فيكتبون ما قد يؤاخذهم به رب العالمين، نسأل الله السلامة والعافية، كما أن لبعضهم مشارب كدرة في الاعتقاد، وربما بثوا ذلك في مصنفاتهم، فالجاحظ مثلاً معتزلي، بل تنسب إليه فرقة من المعتزلة يسمون الجاحظية، وبعض الأدباء فيه تشيُّع وغير ذلك من البدع الاعتقادية، والمرجو ممن يطالع في كتب الأدب أن يكون قد تضلع من عقيدة السلف حتى لا تنطلي عليه عبارات أهل البدع، وبالجملة فمطالعة كتب الأدب والتضلع من ما فيها من عبارات سلسة ومعان بديعة تفيد في هذا الموضوع، وما أفادك به الأخ يكون كالتطبيق العملي لما استفدته من مطالعة كتب الأدب والشعر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني