الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تثور شهوتها عند الوضوء والصلاة

السؤال

أنا يا شيخ فتاة غير متزوجة عمري 20 سنة لدي مشكلة لا أعلم كيف أشرحها ولكني سأحاول إن شاء الله، مشكلتي بدأت منذ سبعة أشهر تقريباً فجأة بدون تدرج وهي أنني حينما أبدأ بالوضوء تحدث لي شهوة من غير سبب مطلقاً وتستمر معي في الصلاة ولا تنقطع إلا بعد الصلاة بفترة ثم تأتيني في الصلاة التالية وهكذا فهي تأتي في أوقات الصلوات والوضوء وبعد الصلاة أذهب لأتأكد من عدم نزول المذي وهو السائل الأبيض اللزج الذي يخرج من مجرى البول، كما قرأت ذلك في هذا الموقع وحينما لا أجد المذي فإنني لا أعيد الصلاة أما إن وجدته فإنني أعيدها فما سبب هذا الشيء الغريب، فلقد بدأت أتكاسل عن الصلاة والسبب هذه الشهوة التي لا أعرف لها سبباً، تصور أيها الشيخ أنها تأتيني في كل وضوء وصلاة منذ سبعة أشهر ذهب خشوعي وطمأنينتي في الصلاة ولا أستطيع أن أحافظ على وضوئي وحتى إن لم أجد المذي فإنني قد أجد رطوبة لم تكن موجودة من قبل فهل سبب نزولها هو هذه الشهوة، وهل أعيد صلاتي حينما أجد هذه الرطوبة أم لا، ثم لك أن تتخيل أيها الشيخ بأنني إلى الآن لم أقض صيام رمضان الفائت خوفاً من أن تكون هذه الشهوة مفسدة للصيام فقررت تأخير الصيام قليلاً لعل أن تنقطع هذه الشهوة ولكن دون فائدة وخوفي من أن يستمر معي هذا البلاء حتى يحل رمضان فماذا أفعل حينها، قل لي بربك ماذا أفعل وكيف أصوم، وهل قد يكون سببها سحرا أو مسا، علما يا شيخ بأنني عفيفة شريفة نيتي سليمة والحمد لله ليس لدينا فضائيات لأتفرج على الإباحيات فما الحل فأنا كل همي الصلاة وأن لا ينتقض وضوئي وصيامي.. مصيبتي أيها الشيخ في ديني وهو الأمر الذي كدر حياتي وإيماني فأنا في أمر لم يخطر على بالي يوما بأن أتعرض لمثله.... علماً بأن هذا الأمر فوق استطاعتي وليس لي فيه حيلة، أرجو التفصيل في مسألتي وبيان ما أفعل بالضبط حيال هذا الموضوع وكيف أتم صلاتي وصيامي؟ وجزاك ربي كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أولاً أن الوضوء ينتقض بالخارج من السبيلين، سواء كان مذياً أو رطوبة أو غيرهما، لكن وجود الرطوبة داخل فرج المرأة ليس ناقضاً للوضوء كما في الفتوى رقم: 220876.

وأما عن مشكلة الشهوة عند الوضوء، والصلاة فإننا لا نعلم سبب ذلك، وقد يكون ما ذكرته السائلة من كونها بسبب مس أو نحوه صحيحاً، لكن لا ينبغي أن يؤدي هذا إلى اليأس والتكاسل عن الصلاة والصيام وفتح باب الوسواس، لأن هذا هو مراد الشيطان من الوسوسة فلا يجوز التكاسل في شيء من العبادات الواجبة قطعاً للطريق على الشيطان، والحل من وجهة نظرنا يتلخص في الآتي:

- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك هذا الأمر، وقد قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.

- محاولة صرف النظر عند الوضوء عن الشهوة والتفكير في أمر آخر والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وقد قال تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، وعليك بالتسمية عند الوضوء.

- محاولة استحضار القلب والخشوع عند الصلاة واستحضار عظمة الله عز وجل، فإن ذلك أدعى لصرف وسوسة الشيطان، وإذا طرأت الوسوسة أثناء الصلاة فتعوذي بالله منه واتفلي على يسارك ثلاثاً.

روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليََّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.

- إذا تطهرت أو توضأت قبل الصلاة وصليت ولم يخرج منك شيء أثناء الصلاة فالصلاة صحيحة ولا يلزمك الإعادة، وإذا وجدت شيئاً بعد الصلاة وشككت هل خرج أثناء الصلاة أو بعدها فلا يلزمك الإعادة لأن اليقين لا يزول بالشك.

- يمكنك أن تصومي ولو مع خروج المذي، لأن خروج المذي في الحالة العادية ليس ناقضاً للصوم على الصحيح من أقوال أهل العلم، كما في الفتوى رقم: 895. فأولى في مثل حالتك التي ذكرت.

- لا بأس بأن تعرضي نفسك على من يعالج بالقرآن الكريم والسنة من النساء، فلربما كان سبب هذا مسا أو نحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني