الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يثاب المرء بالصبر على مرض الوسواس القهري

السؤال

رجل ابتلي بوسواس قهري هل يثاب على ذلك وما هو الحل للتخلص من هذا المرض أفتونى مأجورين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

أما فيما يتعلق بالتخلص من الوسواس وعلاجه فراجع الجواب رقم:
2860 ورقم: 3171

وأما سؤالك هل يثاب المرء على ذلك فالجواب: أنه لا يبتلى المسلم أي ابتلاءٍ فيصبر ويحتسب، ويتعامل معه وفق ما شرع الله تعالى إلاّ وفّاه الله أجر ذلك غير منقوصٍ كما قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) [البقر155-157].
وقال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). [الزمر:10]
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
وفي الصحيحين أنه قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلاّ كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها".
والوسواس القهري مصيبة من المصائب، وبلاء يبتلي الله به من شاء من عباده. فمن صبر واحتسب فله أجر الصابرين على البلاء بإذن الله. وقد جاءت امرأة إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أصرع فادع الله لي. فقال: إن شئت دعوت الله لك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. فقالت: يا رسول الله أصبر، ولكني أتكشف، فادع الله ألاّ أتكشف فدعا لها عليه الصلاة والسلام.
وقد يفوت العبد من مصالح الدنيا والدين ما يفوته بسبب الوسواس، وفي الصبر عوض عما يفوته من ذلك. ولهذا فمن أخذ بالأسباب الشرعية للعلاج فقد أصاب وأحسن. ومن عجز أو قصرت قدرته عن درك ذلك فصبر واحتسب فقد أصاب وأحسن، وفي كل خير. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني