الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
أنا لدي سؤالان وأرجو منكم الإجابة وهما:
1- ما هي كل أعمال قوم لوط، وهل تقبيل ولعق القبل من عمله؟
2- هل استمناء رجل بيد رجل آخر من عملهم وحتى دون نظر إلى العورة بل فوق السروال؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي وردت به النصوص الصحيحة من عمل قوم لوط هو إتيان الرجال الرجال في أدبارهم دون تستر في فعل هذه الفاحشة النكراء، وكانوا أيضاً قطاع طريق، وكانوا يتعاطون أنواعا من المنكر في مجالسهم، قال الله تعالى: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ {النمل:54}، وقال تعالى: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ {العنكبوت:28-29}، قال ابن كثير في تفسيره: فمن قائل كانوا يأتون بعضهم بعضا في الملأ، قال مجاهد، ومن قائل كانوا يتضارطون ويتضاحكون قالته عائشة رضي الله عنها والقاسم، ومن قائل كانوا يناطحون بين الكباش ويناقرون بين الديوك، وكل ذلك يصدر عنهم وكانوا شرا من ذلك....

وعن أم هانئ قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ، قال: يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم، وذلك المنكر الذي كانوا يأتونه...

وعن مجاهد: وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ قال: الصفير ولعب الحمام والجلاهق، والسؤال في المجلس، وحل أزرار القباء... ولم نقف على أن تقبيل ولعق القبل من عملهم، وكذلك استمناء رجل بيد رجل آخر، وهي محرمات شنيعة وفواحش قبيحة، وعلى المسلم أن يبتعد عنها، ولو لم تكن من عمل قوم لوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني