الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل الوقاية من إغواء الشيطان

السؤال

أنا إنسان أعمل في وظيفة طيبة وعمري 35 عاماً ومتزوج ولي أطفال والحمد لله، مشكلتي أنني رغم التزامي الشديد لدي رغبة شديدة في النساء وأشعر بالضعف وأشعر أن الله سبحانه لو وضعني في اختبار مع النساء فإني سوف أرسب في ذلك، إنني لن أشكو من زوجتي أو خلافه فرغم وجود مشاكل تحدث من حين لآخر إلا أنها سرعان ما تنتهي، ولكن لا أدري كيف أتخلص من هذه الظاهرة، تعرفت من عن طريق النت على العديد من الفتيات وقابلت بعضهن ولكن لم يحدث أي شيء معهن والحمد لله، صدقني سيدي أنني أندم وما زلت أندم على ما فعلت، أنا توقفت الآن تماماً عن أي محادثة على النت مع أي فتاة وندمت شديداً على ما فعلت وعندما أجلس مع نفسي كما تنصح ابنك أو أخاك، أن أشعر بأن ما يحدث لي ربما يكون مرضا نفسياً ولكني لا أدري ماذا أفعل، أرجوك أن ترشدني حتى لا أعود إلى هذا الأمر مهما يحدث من مشاكل مع زوجتي، إنني أحب زوجتي وأولادي وأسرتي ولكن لا أدري ماذا أفعل مع نفسي، أرجوك أن تبشرني بالخير إذا تاب الله علي لأن الشيطان دائماً يذكرني بما فعلت من ذنوب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالبعد عن مخالطة النساء، والبعد عن أماكن الفتنة ورفقاء السوء، وغض البصر والاستعانة بالدعاء والصلاة، وكثرة المطالعة في الترغيب والترهيب، وصحبة أهل الخير ومجالستهم، وملء وقتك بما ينفع من علم ونشاط نافع وخدمة المسلمين، وعليك بالحرص على الاستفادة من الإنترنت فيما ينفع من البحوث المفيدة، ومتابعة الدروس العلمية التي تلقى في أطراف العالم، وتنقل عبر المواقع الإسلامية. واحرص على عدم الخلوة عند فتح الإنترنت، وحاول أن تبرمج برنامجا لك ولزوجك وأولادك يشمل برامج تربوية تعليمية وبرامج ترفيهية مباحة حتى تتسلى بها عن السقوط فيما لا يرضي الله.

واعلم أن الله تعالى يتقبل التوبة ممن تاب مخلصا واشتغل بالأعمال الصالحة. ومن أمارات صدق التوبة الندم على ما فات، كما في الحديث: الندم توبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.

كما أن من أمارات توبة الله على العبد اشتغاله بالأعمال الصالحة، قال الله تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:39}، ولكن لا يمكن لشخص ما أن يحكم على آخر بقبول توبته فعلاً، فهذا أمر مرده إلى الله، والمهم أن يقلع العبد عن الذنب ويكثر من التوبة والأعمال الصالحة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5874، 32928، 21582، 34932، 9694، 30425، 31768، 50035.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني