الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب جامعي تخصصي علوم صحية وأنا على أبواب التخرج ...
لكن أغواني إبليس وقد خرجت أنا وفتاة لست محرما لها في أحد المطاعم وقد كشفنا من قبل رجال الهيئة وتم اتخاذ اللازم وحولت قضيتي لهيئة التحقيق والادعاء العام ... وأنا متخوف جدا من الحكم ... علما بأن الجلسة لم يتخللها أي حركات تخل بالأدب وعلما بأنها أول مرة وإن شاء الله آخر مرة .
التفكير هدٌ قواي وأشغلني عن المذاكرة .... أفيدوني جزاكم الله خيرا ....
وهل الحكم من شيخ لشيخ يختلف على كلام الناس أم ماذا ...
وشكرا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نوصيك بصدق الإنابة إلى الله تعالى وصدق الالتجاء إليه والإكثار من الأعمال الصالحة، فإن التائب توبة صادقة يرحمه الله ويحقق له الفلاح في الدارين. قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: 31}. وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام: 54}. وأكثر من الدعاء أوقات الإجابة، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، واستعن بالصلاة حتى يفرج الله كربتك.

واعلم أن الحكم إن كان حكما شرعيا يجب الخضوع له والرضى به، لقوله تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء: 65}.

ونظرا إلى أنك لم تقم بفاحشة، فإن الحكم عليك لن يعدو تعزيرا، كما سبق في الفتوى رقم: 20064، والفتوى رقم: 48175.

وهذا التعزير يقدر باجتهاد القاضي بشرط أن لا يتجاوز عشرة أسواط في حال الحكم بالتأديب بالضرب.

والتعزير قد يختلف فعلا باختلاف اجتهاد القضاة، فقد يرى بعضهم تعزيرا أخف مما يراه بعضهم.

واحرص على المذاكرة والدراسة ما استطعت بنية تعلم علم ينتفع به المسلمون وتخدم به الأمة.

ولا يحملنك الشيطان على الكسل وترك الدراسة، وراجع في أسباب غفران الذنب الفتوى رقم: 51247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني