الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف المستمر من الوقوع في الخطأ

السؤال

أنا فتاة أعاني من مشكلة كبيرة وهي الخوف أو الرعب من أن أخطئ وهذا ما يجعلني دائما أقع في الشيء الذي أخاف منه مثلا أخاف من الفشل في الدراسة فأفشل وأيضا أعاني من عدم التركيز مما جعل الناس يسخرون مني فبسبب الخوف وعدم التركيز أكاد أفقد عملي فأرجو منكم أن تدلوني على سور من القرآن تساعدني على التركيز مع أني أعلم أن كثرة الاستغفار تذهب الخوف لكن حتى عند الصلاة وقراءة القرآن يشرد فكري وهذا يقلقني ويشعرني بأن إيماني ضعيف أصبحت مشكلتي أكبر فأصبح الخوف يكبلني ولا أستطيع الإقدام على فعل الأشياء مثلا لا آكل شيئا إلا بمعرفة مصدره وتاريخ صلاحيته مما جعلني أعاني من اضطرابات في الهضم والخوف عائق أمام إقدامي حتى على الزواج فأرجو منكم أن تساعدوني على حل لمشكلتي وهل هي حالة مرضية تستدعي الذهاب إلى الطبيب؟.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنه يصيبك من الخوف والرعب من أن تخطئي، إلى درجة أن ذلك يجعلك تقعين في الشيء الذي تخافين منه، كالفشل في الدراسة وعدم التركيز، وما يحصل لك في الصلاة وقراءة القرآن من شرود فكري، وما يترتب على ذلك من قلق وشعور بأن إيمانك ضعيف، وما يحصل لك من امتناع عن أكل أي شيء إلا بعد معرفة مصدره وتاريخ صلاحيته، وما تعانين منه من اضطرابات في الهضم.... إلى غير ذلك من الصور التي شرحتها وفصلتها، قد يكون نتيجة لمرض عضوي طبيعي بسيط يستدعي الذهاب إلى طبيب، وقد يكون بسب وساوس الشيطان، وقد يكون لسبب غير ذلك.

وعلى أية حال، فالذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى، والمحافظة على الفرائض والمداومة على أذكار الصباح والمساء، وعلى أذكار النوم وخاصة آية الكرسي.

ومن الأسباب النافعة أيضاً كثرة الدعاء والاستغفار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم. رواه أحمد والترمذي.

واعلمي أنه ينبغي للمسلم أن يكون قوي العزيمة، ماضي الإرادة، مستعينا في كل أموره بالله سبحانه وتعالى، متوكلاً عليه تمام التوكل، جازما بأن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني