الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أتمنى أن تجيبوني على سؤالي الذي يؤرقني ليلاً نهاراً، أنا أم لطفل في السنتين من العمر، و لدي خادمة موظفة عندي تعتني بالمنزل والطفل، طفلي وخادمتي يأتون معي كل يوم إلى المكتب، بمعنى آخر، أنا مرتاحة جداً في حياتي وكذلك أنا وزوجي نحب بعضنا كثيراً وبالتالي أنا سعيدة جداً في حياتي، ودائماً أشكر الله على ذلك، لأنني لا أجد أي زاوية من حياتي إلا وأجد أن الله يرعاني بعناية إلهية خاصة والحمد الله، لكن المشكلة بدأت منذ شهر، حيث تفور أعصابي فجأة وبشكل هستيري على من أحبهم ولأسباب تافهة، خاصةً على الخادمة أو على زوجي رغم أن هذا ليس من طبيعتي، وفي نوبة غضبي أكره نفسي وأحاول أن أكسر كل ما يعترض طريقي وأرغب في أن أهشم رأسي في الجدار، أو أن أؤذي نفسي التي أمقتها بسبب هذه التصرفات الطائشة، وبعدها ألجأ الى البكاء الشديد حيث يحضنني زوجي ويبدأ بالصلاة لي ويطلب مني أن أقول الفاتحة، ولكنني أرفض حتى أن أذكر الله، وبعد أن أهدأ أصلي وأستغفر الله وأطلب منه المساعدة ولكن لا أقوى على التغلب على مشكلتي التي تتجدد معي كل يومين أو ثلاثة، ولمدة شهر تقريباً، أرجوك أيها الطبيب أن تقول لي ماذا يمكن أن تكون مشكلتي، لأنني أريد الذهاب إلى طبيب، لكن لا أعلم ما هو الاختصاصي الذي يجب أن أعرض حالتي عليه؟ولك مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك الشفاء من كل داء، وما ذكرت أنه ينتابك من حين لآخر قد يكون مرضا نفسياً وقد يكون مرضا عضوياً وقد يكون سحراً أو وسواساً، وفي كل الحالات فعليك باللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء مع دوام المواظبة على الطاعات والابتعاد عن المعاصي، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والأحوال.

ولا مانع من أن تعرضي أمرك هذا على أحد المختصين بالطب النفسي أو البدني، ولا تقلقي واعلمي أن الله تعالى قد جعل لكل داء دواء، فقد روى جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري.

ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. ولكن وظيفة مركز الفتوى هي الرد على الأسئلة والاستفسارات الشرعية، والموظفون فيها هم فقهاء بالشريعة الإسلامية وليسوا أطباء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني