الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يُكتب حديث النفس في صحيفة أعمال الإنسان

السؤال

نعلم أن وسوسة النفس إذا لم يعمل بها أو يحدث بها لا نؤاخذ بها نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وسؤالي من جزأين
الأول: هل وسوسة النفس والشيطان ستكتب في الصحف وسيعرضها الله علينا (لأني والله أستحي منه مما قد وسوس الشيطان من شرك ويصل إلى السب لعنه الله، ووسوست به النفس الأمارة بالسوء)، أم أنها إن شاء الله لا وجود لها، أرجو الإفاده بالتفصيل لأن هذا الموضوع يشغل بالي ويخيفني وعادة ما ألوم نفسي اللوم الشديد برغم ما علمته أننا لن نؤاخذ بذلك ولكن من باب الاستحياء من الله عز وجل، مع العلم بأنه لا يأتيني هذا اللوم والوسوسة إلا وأنا في قمة محاولتي للتقرب إلى الله (في الحرم المكي لأني بحمد الله وتوفيقه حججت مرة واعتمرت مرتين وفي صلاه القيام وأثناء تلاوة القرآن)، الثاني: قرأت أن هناك أمما ستؤاخذ بما وسوست بها أنفسهم، أرجو التوضيح، ولماذا سيؤاخذون؟ وجزاكم الله عنا وعن جميع المؤمنين خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يكتب في صحيفة الأعمال كل شيء صدر عن الإنسان كالحركة والسكون والنوم والكلام وحديث النفس وغير ذلك، أم أنه لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب، قال القرطبي في تفسيره: قال أبو الجوزاء ومجاهد: يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة: لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه، وقيل: يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محا عنه ما كان مباحا، نحو: انطلق، اقعد، كل، مما لا يعلق به أجر أو وزر. وذكر ابن كثير: أن ظاهر الآية العموم.

ثم إن المواخذة بالوسوسة وحديث النفس هي من الآصار التي كانت على بعض الأمم السابقة، وجاء في كتب التفسير أنهم اليهود والنصارى، قال الطبري في تفسيره: (كما حملته على الذين من قبلنا) يعني: على اليهود والنصارى الذين كلفوا أعمالاً، وأخذت عهودهم ومواثيقهم على القيام بها، فلم يقوموا بها فعوجلوا بالعقوبة.

وأما قولك: ولماذا سيؤاخذون؟ فجوابه: أن الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

وننبه الأخ الكريم إلى أن معرفة ما إذا كان حديث النفس يكتب أو لا يكتب، ومَن الأمم المؤاخذة بالوسوسة؟ ليست من المسائل التي يحتاج إليها المسلم في عبادته، وبالتالي ينبغي أن لا تكون هي الشغل الشاغل لباله، وأن لا تكون سببا لخوفه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني