الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب التعوذ من الشيطان عند وسوسته مع التفل عن اليسار

السؤال

أرجو منكم إفادتي في هذا الأمر بالتفصيل ورجاء عدم إحالتي إلى أسئلة مشابهة.
أجاهد الكثير من الوساوس التى تكاد تفسد علي حياتى فى أمور عدة خاصة فى العقيدة و الطهارة و بفضل الله أنجح مرات كثيرة في تجاهلها وعدم الالتفات إليها فتذهب و تنتهي حتى أنني أنساها و لكن في مرات أخرى أحاول تجاهلها والاستعاذة بالله والتفل عن يساري و قراءة الأدعية والمعوذات وسورة الإخلاص لكن تصر على ملاحقتي و لا أستطيع الفكاك منها, إنني أحاول الآن جاهدة إهمالها والاستعانة بالله عليها
- لكنى أتساءل هل يكون للوساوس أي أثر أو تبعات إذا جاءت في ذهني على ملبس أو مأكل هل إذا تراءت لى بأشياء لا أستطيع ذكرها لكم خاصة بالعقيدة مثل التسمية على الأشياء وغيرها و العياذ بالله , هل إذا لبست هذا الملبس أو تناولت الأكل الذي جاءت هذه الوساوس عليه ينتقص هذا من إيماني و العياذ بالله؟
-وهل ينبغي علي أن أتفل عن يساري في كل مرة تأتى هذه الوساوس؟حتى لو كنت في مكان عام و قد يسبب لي هذا حرجا أمام الناس؟ أم تكفى مرة واحدة في اليوم أو مرتين مثلا؟
-وهل تجاهلها التام وعدم الالتفات اليها مهما كانت أثاب عليه؟ وكيف أجمع بين إهمالها و كأن شيئا لم يكن, والاستعاذة و التفل عن يساري مما يستدعي تكرار هذا كلما أتت إلي الوساوس مما يجعلها في ذهني لانني أستعيذ منها كلما جاءت؟
-و أخيرا أسألكم الدعاء و النصيحة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقولك: هل يكون للوساوس أي أثر أو تبعات... إلى قولك: ينتقص هذا من إيماني؟ لم نفهم ما تقصدينه من هذه الفقرة من سؤالك، فالرجاء أن توضحيها.

ثم إن التعوذ والتفل عن اليسار ثلاثا لمن وجد وسوسة الشيطان قد أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف. ففي صحيح مسلم أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.

ولم يرد في لفظ الحديث ما يفيد أن هذا الفعل يكرر في اليوم عددا محددا من المرات، وإنما جاء الأمر به عند حصول الوسوسة. قال النووي في شرحه: وفى هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عند وسوسته مع التفل عن اليسار ثلاثا.

والأمر بالتفل بالطريقة المذكورة، ليس معناه أن يظل الإنسان يكرر التعوذ والتفل، بل يفعله في ذلك المجلس مرة ثم يتوقف عنه، وإذا عاوده في مجلس آخر فعله أيضا، وهكذا...

ومن هذا تجدين الحل لما ذكرته من الحرج فيما إذا كنت في مكان عام وحصلت لك الوساوس.

وإذا أعرضت عن الوسواس وتجاهلته تماما، وكان الحامل لك على ذلك هو اتباع أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنك مأجورة على ذلك إن شاء الله.

والجمع بين التعوذ من الشيطان عند حصول هذه الوساوس والإعراض عنها ليس بممتنع وهو المأمور به. وكيفيته أن الإنسان يتعوذ بالله من الشيطان إذا حصلت الوساوس، ثم بعد ذلك يُعرِض عنها ولا يسترسل فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني