الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحرم تصدير المحرمات إلى غير المسلمين

السؤال

فضيلة الشيخ نود أن نعرف نظرة الإسلام في مساعدة غير المسلمين على المعاصي وخاصة أكل المحرمات أو شربها كالخمر مثلا, وإذا علمنا أن غير المسلمين يأكلون أنواعا من الحيوانات لا نعرف مدى مشروعيتها كالضفادع مثلا وذكورها بالتحديد, فهل على مصدرها أو صائدها من ذنب؟ علما بأنها تصدر من موانئ البلاد الإسلامية إلى بلاد ديانتهم الرسمية غير الإسلام, وما موقف المسلمين داخل هذه البلاد من هذه المأكولات؟ فهل يجب أن يتحروها في طعامهم أو لا...؟...نرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا تحريم التعامل مع الكفار في الأمور المحرمة شرعا كالخمر مثلا، فراجع هاتين الفتويين: 32198، 33192، . وأما أكل الضفادع فقد بينا في الفتوى رقم: 543 أنه محرم فراجعها، وتحريم التعامل في هذه الأمور المحرمة عام في كل مكان في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين، للمسلمين ولغير المسلمين، كما فصلنا ذلك في الفتاوى المحال عليها، فيحرم صيد الضفادع بنية تصديرها إلى الكفار، ويجب على المسلمين في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين أن يتحروا الحلال من الأطعمة وأن يتجنبوا ما حرم الله منها, والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ, ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب, ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له. رواه مسلم في صحيحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني