الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شك الزوج في امرأته هل يبرر لها هجر الفراش

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ أكثر من ثلاثين سنة ولي أولاد والحمد لله، عمري الآن 53 سنة وأعيش مع زوجي في نفس المنزل مع أولادي لكن بدون إقامة أي علاقة شرعية (جنسية) وذلك منذ أكثر من 10 سنين لأنه وبكل بساطة غير قادر على فعل العلاقة الجنسية، وقد اتصل بالعديد من الأطباء وقد أكدوا له أنه ليس بإمكانه الشفاء وأن هذا قدر من الله، في حقيقة الأمر لقد تقبلت الوضع لكن زوجي لم يتقبله وأصبح يشك بي حتى مع أقرب الناس لنا وأصبحت حياتي جحيما وقد قررت الخروج من غرفة النوم ومواصلة حياتي وذلك لتربية أولادي ولكي يكملوا دراستهم بدون مشاكل، ولكن الآن أحسست أني ربما قد أحاسب أمام الله لأني أعيش مع زوجي في نفس المنزل بدون أن أقيم معه علاقة شرعية ربما يجب علي أن أفسخ العقد الذي بيني وبينه، أنا حائرة جدا، أرجو من سيادتكم أن تمدوني بالنصيحة وخاصة تفسير هذا في الدين والشرع؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك أيتها الأخت الكريمة أن تقومي بحق زوجك والإحسان إليه، وعدم هجر فراشه وخاصة أنكما قد قطعتما من العمر الكثير، والله أعلم كم بقي من العمر، ويجب على الزوج أن يتقي الله تعالى في زوجته، وأن يجتنب الظنون التي يقذفها الشيطان ليفسد بها الأسر والمجتمع، وأن يمتثل لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}.

وأن يحذر الزوجان من كيد الشيطان الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه. رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 28749، والفتوى رقم: 71956.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني