الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سمعت من بعض الدعاة أن عقل الشيطان لا يتجاوز عقل صبي ذي 10 سنين، فكيف يعقل هذا وقد جاء في الخبر في قصة سيدنا سليمان أن الجان كانوا له بنائين وصناعا وغير ذلك، من الأعمال التي كانوا يتقنونها، زد على ذلك الحيل التي يستعملونها للإيقاع ببني آدم، وجاء في السنة أنه لما خلق آدم قبل نفخ الروح فيه دخل في جوفه الشيطان وأدرك أنه خلق لا يتمالك وغير ذلك، فكيف يحمل أن عقل الشيطان لا يتجاوز عقل صبي ذو 10 سنين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أمور الشياطين والجن من الأمور الغائبة عنا ولا يمكن لنا الحكم على شيء منها إلا عن طريق الوحي، ولم نقف على نص من نصوص الوحي يحدد عقولهم... ولا شك أن لهم عقولاً لأنهم مكلفون، والتكليف مناطه العقل, وكل تكليف بشرط العقل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة مأمورون منهيون...

فالله أعلم بمقياس عقولهم وتحديدها, ولا شك أن الإنس أشرف منهم وأكرم وأعقل وذلك لما كرمهم الله به، كما دلت على ذلك نصوص الشرع، ومنها قول الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ {الإسراء:70}، وقال شيخ الإسلام: .... فأحوالهم شبيهة بأحوال الإنس؛ ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد... والجن أغدر وأكذب وأظلم...

وهم أصناف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. رواه الحاكم وغيره وصححه الذهبي، وفي رواية: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض, وصنف كالريح في الهواء. قال العلامة المناوي في فيض القدير: وهذان الصنفان لا حساب ولا عقاب عليهما؛ كما يشير إليه قوله: وصنف عليهم الحساب والعقاب.

وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 44747.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني