الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه

السؤال

الله والملائكة يصلون على النبي والمؤمنون مأمورون بالصلاة والسلام عليه فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هو بنفسه على نفسه؟ وهل هو مأمور مثلنا؟ هل كان المصطفى عليه الصلاة والسلام في جلوسه للتشهد الأخير في الصلاة المكتوبه يقول مثلما نحن أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى آخره من الصلاة الإبراهيمية؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد في الصلاة وفي الخطب, كما كان يعلم أصحابه كيف يصلون عليه. وأما هل كان صلى الله عليه وسلم مأمورا بالصلاة على نفسه كما يؤمر غيره بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فهذا داخل في خلاف العلماء في دخوله صلى الله عليه وسلم في خطاب المؤمنين فإن الله سبحانه وتعالى يقول :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب 56} فعلى أن الأمر يشمل النبي صلى الله عليه وسلم وغيره فلا شك أنه كان يصلي على نفسه لأنه أسرع الناس إلى امتثال أمر ربه, وإن لم يكن الأمر يشمله فقد كان أيضا يصلي على نفسه في التشهد وفي مجال التعليم كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم. قال السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن: أخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال: إذا قال الله: يا أيها الذين ءامنوا افعلوا, فالنبي منهم. والثاني: لا؛ لأنه ورد على لسانه لتبليغ غيره ولما له من الخصائص. والثالث: إن اقترن بـ (قل) لم تشمله لظهوره في التبليغ وذلك قرينة عدم شموله, وإلا فيشمله. انتهى. وللإجابة عن الشق الأخير من السؤال راجع الفتوى رقم:69856 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني