الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في الطلاق وفي صحة العبادات بعد أدائها

السؤال

أنا شخص دائم الشك فغالبا ما أشك في صلاتي أو طهارتي، أيضا شككت في حجي وأفتاني أهل الفتوى بصحته، أيضا شككت في طواف العمرة ذات مرة رغم أني كنت أعد الأشواط على أصابع يدي جيدا، بعد العقد على زوجتي شككت في صحة العقد و أفتوني في لجنه الفتوى بصحته فشككت أني أوقعت طلاقا عند حكايتي عن شخص آخر وأفتوني بعدم وقوع الطلاق فخفت أني بسؤالي أكون قد أوقعته وأفتوني أيضا بعدم وقوعه، بعدها انتابتني الأفكار بأني ربما أكون تلفظت بالطلاق أيام شكي في صحة العقد رغم أني غير متيقن من ذلك وغالب ظني أني لم أتلفظ بالطلاق ولم أكن أشك في هذا من قبل ...
مع العلم بأني لم أدخل بزوجتي بعد فماذا علي أن أفعل وهل يلزمني أن أعقد عليها ثانية، أرجو عدم إحالتي إلى إجابات أخرى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل صحة الحج والطهارة والصلاة ونحو ذلك من الأعمال التي قمت بها، ولا تلتقت إلى الشك الطارئ في صحتها.

والأصل بقاء النكاح بعد العقد وعدم وقوع الطلاق، وننصحك بعدم الالتفات إلى هذه الأوهام فإنها قد تجرك إلى أمور خطيرة وكبيرة، قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: يقع طلاق من لزمه فرض الصلاة والحدود، وذلك كل بالغ من الرجال غير مغلوب على عقله لأنه إنما خوطب بالفرائض من بلغ..... ومن غلب على عقله بفطرة خلقة أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود، وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم وكل ذي مرض يغلب على عقله ما كان مغلوبا على عقله، فإن ثاب إليه عقله فطلق في حاله تلك أو أتى حدا أقيم عليه ولزمته الفرائض، وكذلك المجنون يجن ويفيق فإذا طلق في حال جنونه لم يلزمه وإذا طلق في حال إفاقته لزمه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني