الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدقة الأعظم وما تعظم به الصدقات

السؤال

هل تحصل على حسنات أكثر إذا كان المبلغ المتصدق به أكبر أم هل يعتمد ذلك على عدد الصدقات؟و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسلم إذا تصدق بصدقة من كسب طيب مخلصا لله تعالى فإنه يثاب على قدر صدقته لقوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ { الأنعام:160} وقوله أيضا: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا { النساء:40} وعليه فثواب الصدقة يعظم كلما كثر المبلغ المتصدق به، فلو تصدق مثلا بمائة دفعة واحدة فهذا أكثر ثوابا من التصدق بأقل في دفعات. لكن إن تصدق بتلك المائة دفعات على عدة أشخاص فهذا أفضل من التصدق بها مرة واحدة على شخص واحد لكون الصدقة التي يعم نفعها أفضل من غيرها، وراجع الفتوى رقم:51031 ، مع التنبيه على أن ثواب الصدقة يعظم عند مراعاة المتصدق لعدة أمور منها :

1- الإسرار بالصدقة وإخفاؤها حفاظا على الإخلاص لقوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ { البقرة:271} وراجع الفتوى رقم: 62253 .

2- كونها من كسب طيب لأن الصدقة من الحرام لا تقبل فالله طيب لا يقبل إلا طيبا وراجع الفتوى رقم:39719 .

3- إذا ترتب عليها جلب مصلحة لدين الله تعالى ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية : فإنما العطاء إنما هو بحسب مصلحة دين الله، فكلما كان لله أطوع ولدين الله أنفع كان العطاء فيه أولى، وعطاء محتاج إليه في إقامة الدين وقمع أعدائه وإظهاره وإعلائه أعظم من إعطاء من لا يكون كذلك وإن كان الثاني أحوج . انتهى

4- كون المتصدق عليه أشد حاجة وفقرا، قال المناوي في فيض القدير: والصدقة على المضطر أضعاف مضاعفة، إذ المتصدق عليهم ثلاثة فقير مستغن عن الصدقة في ذلك الوقت وفقير محتاج مضطر، فالصدقة على المستغني عنها وهو في حد الفقر صدقة، والصدقة على المحتاج مضاعفة، وعلى المضطر أضعاف مضاعفة .

5- ومن أفضل الصدقة بل أعظمها أجرا ما كان في حال الصحة والحاجة إلى المال ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله رجل فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم فقال : أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى... .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني