الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى مشروعية الاستخارة من شخص لغيره

السؤال

أنا عندي موضوع استخرت فيه وأشعر أنه يسير جدا، لكن عندي شيخ قريبي رأى في الخيرة أنه ليس خيرا لي، مع العلم بأنه صوفي وعندهم كتب للخيرة حسب كلامهم، فهل هذا الكلام صحيح، أنا أتبع كلامه ولا أستخير الله برأي وأريد أن أعرف رأي الدين ما هو في خيرة الشيوخ هذه، فأرجو الرد عاجلا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السنة أن يستخير المسلم لنفسه إذا هم بأمر مباح وذلك على الطريقة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، -أو قال عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته. رواه البخاري وغيره.

هذه هي استخارة السنة. أما غيرها مما يفعله بعض الناس بفتح الكتب أو غيرها فغير مشروع ولو كان بفتح القرآن الكريم على الراجح من أقوال أهل العلم، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 29558.

ولا تصح الاستخارة ولا تنفع من شخص لغيره لأن الاستخارة كما قال أهل العلم: صلاة وتوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى... وهذا لا يصح إلا من الشخص لنفسه. وانظري الفتوى رقم: 54415.

ولذلك فلا اعتبار لما قاله الشيخ المذكور، وعليك أن تسلكي طريق السنة كما بينا، وتفعلي بعد ذلك ما بدا لك ، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 322.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني