الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إخراج الطفل من المحضن لاحتمال عدم حياته

السؤال

أنجبت طفلتين وتمت الولادة فى الشهر السابع توفيت واحدة عقب الولادة والأخرى يقول الأطباء أنها توضع فى حضانة اليوم الواحد يتكلف ألف جنيه ومن المحتمل أن تموت فأخرجتها من المستشفى وماتت فى البيت، فهل هذا قتل نفس وإن كان قتلا فما هي الكفارة علما بأن دخلي محدود؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز لك إخراج الطفلة المذكورة من المحضن بعد إخبار الأطباء باحتمال عدم إمكان عيشها خارجه، فإن كنت السبب في إخراجها أو حصل منك تفريط بأي وجه، وكنت تستطيع إنقاذ حياتها بتركها في ذلك المحضن أو غيره ولم تفعل فإن عليك كفارة القتل الخطأ؛ لأن تركك لمساعدتها يعتبر بمنزلة الفعل، قال صاحب المراقي:

فكفنا بالنهي مطلوب النبي * والترك فعل في صحيح المذهب

قال شراحه: فمن منع مضطراً فضل طعام أو شراب... حتى مات، فإنه يضمن ديته. وسبق بيان الدية في الفتوى رقم: 10717 نرجو أن تطلع عليها.

أما إذا لم يكن حصل منك تفريط، وكان المستشفى قد أخرجها، ولا تستطيع دفع تكاليفه، ولم تجد من يتبرع لك بها أو يعينك عليها فإنه لا إثم عليك ولا كفارة، فإن الله تعالى يقول: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، ويقول تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا {الطلاق:7}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني