الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود عدم المؤاخذة بحديث النفس بسب الدين

السؤال

أعلم أن من سب الدين فهو كافر وأخاف جدا من الوقوع في هذا الأمر، وقد حدث لي خلال هذا الشهر مواقف من ذلك ، ففي إحدى المرات بينما استيقظت من النوم ولا زلت في فراشي دار حديث بيني وبين نفسي بداخل صدري (لم أنطق به) المهم أني سببت الدين ثم وبعد أيام قليلة حدثت مواقف أخرى هي الأخرى حوارات دارت في صدري، وفي كل مرة أتضايق جدا من هذه الأمور أشعر بضيق في صدري وأصبح في حيرة من أمري هل أنا مسلم أم كافر فأقوم وأنطق بالشهادتين وأغتسل من جديد للدخول في الإسلام.
وبعد عدة أيام وبينما كنت أقود السيارة كانت ورائي سيارة تقودها سيدة وكانت تريد اجتيازي ففسحت لها المجال واجتازتني وأكملت طريقها، ولكن دار حديث بيني وبين نفسي لم أتكلم به وكان كالتالي:
أثناء اجتياز السيدة لي قامت بشتمي، فرددت عليها الشتيمة وسببت الدين عليها ولكن في هذه المرة لم أنطق بالشهادتين وأغتسل من جديد لأنني تعبت من الاغتسال ، ومازلت مستمرا على الصلاة، ولكن أخشى أن أكون من الذين حبطت أعمالهم يوم القيامة فهل أنا مسلم أم كافر ؟
وهل هذه الأحاديث التي أتحدث بها بيني وبين نفسي هي من وساوس الشيطان؟
هل يجب عند سب الدين النطق بالشهاتين والاغتسال من جديد للدخول في الإسلام ؟ أفيدوني يرحمكم الله .

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فسب الدين ردة تجب التوبة منها وحفظ اللسان من الوقوع فيها، واختلف في وجوب الاغتسال، وأما ما تردد في الصدر ولم يتكلم به فعسى ألا يؤاخذ العبد به.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على المسلم حفظ لسانه من التلفظ بما حرمه الشارع، ومن حصل منه التفظ بسب الدين يعتبر مرتدا تجب عليه التوبة، واختلف في وجوب الاغتسال.

فاحرص على جهاد نفسك في عدم الغضب مطلقا، وكن صارما في منعها من التلفظ بما فيه سب الدين، فلا يليق بالعاقل أن يسمح لنفسه بالنطق بشيء لحبوط أعماله الصالحة وفراق زوجته.

وأما ما حصل من حديث نفسي لم تتلفظ به أو يستقر في نفسك فنرجو أن لا تؤاخذ به، لما في الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.

وراجعي الفتاوى التالية للاطلاع على بعض العلاجات لمشكلتك: 70476، 58741، 24096.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني