الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : من التكرور - ما الفرق بين حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم عن بيع بيوتهم حين أرادوا بيعها بسبب بعدها من المسجد ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : " إن لكم بكل خطوة درجة " رواه مسلم ، وكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا . وبين حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد " خرجه الإمام أحمد ؟

            الجواب : لا تخالف بين هذه الأحاديث ; فإن كل واقعة لها حكم يخصها ، وشاهد ذلك أن الأحاديث قد وردت في تفضيل ميامين الصفوف ، فلما رغب الناس في ذلك عطلوا ميسرة المسجد ، فقيل : يا رسول الله ، إن ميسرة المسجد قد تعطلت ، فقال : من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر ، فأعطى أهل الميسرة في هذه الحالة ضعف ما لأهل الميمنة من الأجر ، وليس لهم ذلك في كل حال ، وإنما خص بذلك هذه الحالة لما صارت معطلة ، وكذلك ما نحن فيه أصل القضية تفضيل الدار القريبة من المسجد على البعيدة منها ، فلما ثبت لها هذا الفضل رغب كل الناس في ذلك ، حتى أراد بنو سلمة أن يغيروا ظاهر المدينة وينتقلوا قرب المسجد ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرى ظاهر المدينة ، فأعطاهم هذا الفضل في هذه الحالة ، ونزل في هذه القصة قوله تعالى : ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) وقال صلى الله عليه وسلم حين نزلت الآية : " يا بني سلمة ، دياركم تكتب آثاركم " .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية