الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
تمهيد

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على المعلم الهادي الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

وبعد:

فإن قضية الإعلام وتأثيره على الطفل من أخطر قضايا المجتمعات المعاصرة فالطفولة أساس المجتمعات وغراسها الذي سينبت فيما بعد رطبا أو شيصا [1] ، بحسب الزارع ورعايته وتعهده لزرعه والإعلام هـو الوافد الجديد الذي لا يستأذن ولا يعرف حدودا، فإن اجتمع الاثنان: الإعلام والطفولة في قضية واحدة فشمر ساعديك فالأمر جد والخطب جلل إذ لا بد من الانتباه والحذر نظرا لتعرض الطفل لسيل جارف من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

والمجلات -باعتبارها وسيلة إعلام محببة للأطفال- من روافد التأثير البالغة نظرا لطبيعتها السهلة وقالبها الجميل وبالنظر في الساحة العربية نجد عددا من المجلات التي تخاطب الأطفال بأعمارهم المختلفة.

وهي رغم قلتها وقلة انتشارها تتصف -في كثير من الأحيان- بجوانب ضعف فنية أو موضوعية أو منهجية [ ص: 39 ]

والجيد من هـذه المجلات -فيما نرى- لا يكاد يعد على أصابع اليد الواحدة مع عدم خلوها من بعض المثالب.

وفي هـذا البحث -أخي القارئ- محاولة منهجية مبنية على دراسة واسعة لواقع مجلات الأطفال عامة والعربية منها على وجه الخصوص أردنا من خلالها القيام بمحاولة لوضع أسس سليمة ومؤصلة لإصدار مجلة رائدة في هـذا الميدان تسبق غيرها موضوعيا ومنهجيا ولا تقل -إن لم تزد- عن غيرها فنيا.

وقد حرصت في هـذا البحث على أمرين هـامين في نظري:

الأول: الشمول حيث حاولت أن يتناول كافة المحاور سواء أكان ذلك في الحديث عن الأطفال والقراءة أو أدب الأطفال أو واقع المجلات.

الثاني: الاختصار والتركيز وهذا خلاف ما اعتاده كثير من الباحثين والكتاب فالتوسع والتبحر تركته في مكانه من الدراسات الموسعة واقتصرت على ما تدعو إليه الحاجة دون تفصيل ممل أو تقصير مخل واعتمدت غالبا أسلوب النقاط البحثية وسعيت -ما استطعت- إلى قصر الكلام في عبارات محدودة مسلسلة.

وأخيرا هـذا جهد المقل عله يسد ثغرة في بابه وأن يمثل إضافة في بناء الإعلام الإسلامي المتميز ويقدم بديلا عن كثير من الغثاء الذي يملأ الأسواق. [ ص: 40 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية