الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه [35 - 40 هـ] اسمه ونسبه



            علي بن أبي طالب، واسمه: عبد مناف بن عبد المطلب، واسمه: شيبة بن هاشم، واسمه: عمرو بن عبد مناف، واسمه: المغيرة بن قصي، واسمه: زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

            أبو الحسن، وأبو تراب، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم.

            وأمه: فاطمة بنت أسد بن هشام، وهي أول هاشمية ولدت هاشميا، وقد أسلمت وهاجرت.

            وعلي رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة، وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين - رضي الله عنها -، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العلماء الربانيين، والشجعان المشهورين، والزهاد المذكورين، والخطباء المعروفين، وأحد من جمع القرآن؛ عرضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

            وعرض عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

            وهو أول خليفة من بني هاشم، وأبو السبطين، أسلم قديما، بل قال ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة: (إنه أول من أسلم)، ونقل بعضهم الإجماع عليه.

            وأخرج أبو يعلى عن علي - رضي الله عنه - قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلمت يوم الثلاثاء).

            وكان عمره حين أسلم عشر سنين، وقيل: تسع، وقيل: ثمان، وقيل: دون ذلك.

            قال الحسن بن زيد بن الحسن: (ولم يعبد الأوثان قط؛ لصغره) أخرجه ابن سعد.

            ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.. أمره أن يقيم بعده بمكة أياما؛ حتى يؤدي عنه أمانته والودائع والوصايا التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك.

            وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا وسائر المشاهد إلا تبوك؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة.

            وله في جميع المشاهد آثار مشهورة، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة.

            وقال سعيد بن المسيب: (أصابت عليا يوم أحد ست عشرة ضربة). قصة تكنيته بأبي تراب رضي الله عنه

            وروى البخاري في «الأدب» عن سهل بن سعد قال: إن كانت أحب أسماء علي - رضي الله عنه - إليه لأبو تراب، وإن كان ليفرح أن يدعى بها، وما سماه أبا تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم، غاضب يوما فاطمة، فخرج فاضطجع إلى الجدار في المسجد، وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم وقد امتلأ ظهره ترابا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول: «اجلس أبا تراب».

            روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وستة وثمانون حديثا.

            روى عنه: بنوه الثلاثة: الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو موسى، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة، وأبو هريرة، وخلائق من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية