الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              805 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة قال فقلت بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة فأخبرني ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( سكت بين التكبير إلخ ) أراد بالسكوت أن لا يقرأ القرآن جهرا ولا يسمع الناس وإلا فالسكوت الحقيقي ينافي القول فلا يصح السؤال بقوله ما تقول أي في سكوتك قوله ( وبين خطاياي ) أي بين أفعال لو فعلتها تصير خطايا فالمطلوب الحفظ وتوفيق الترك أو بين ما فعلتها من الخطايا والمطلوب المغفرة وأمثال هذا السؤال منه - صلى الله عليه وسلم - من باب إظهار العبودية وتعظيم الربوبية وإلا فهو مع عصمته مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لو كان هناك ذنب وقيل المراد بالمغفرة في حقه مشروط بالاستغفار والأقرب أن الاستغفار له زيادة خير والمغفرة حاصلة بدون ذلك لو كان هناك ذنب وفيه إرشاد للأمة إلى الاستغفار قوله ( نقني ) بالتشديد أي طهرني منها بأتم وجه وأوكده قوله ( بالماء والثلج والبرد ) بفتح الراء حب الغمام أي بأنواع المطهرات والمراد مغفرة الذنوب وسترها بأنواع الرحمة والألطاف قيل والخطايا لكونها مؤدية إلى نار جهنم نزلت منزلتها فاستعمل في محوها من البردات ما يستعمل في إطفاء النار .




                                                                              الخدمات العلمية