الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2449 حدثنا محمد بن حاتم المؤدب حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري حدثنا أبو الجارود الأعمى واسمه زياد بن المنذر الهمداني عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عري كساه الله من خضر الجنة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد روي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوفا وهو أصح عندنا وأشبه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري ) أبو اليقظان الكوفي الثوري سكن بغداد صدوق يخطئ وكان عابدا من الثامنة ( أخبرنا أبو الجارود الأعمى ) الكوفي رافضي كذبه يحيى بن معين من السابعة . قال الحافظ في تهذيب التهذيب : روى له الترمذي حديثا واحدا في إطعام الجائع .

                                                                                                          قوله : ( أيما مؤمن ) ما زائدة وأي مرفوع على الابتداء ( أطعم مؤمنا على جوع ) أي مؤمنا جائعا ( أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة ) فيه إشارة إلى أن ثمارها أفضل أطعمتها ( سقى مؤمنا على ظمأ ) بفتحتين مقصور أو قد يمد أي عطش ( سقاه الله يوم القيامة من [ ص: 123 ] الرحيق المختوم ) أي يسقيه من خمر الجنة التي ختم عليه بمسك جزاء وفاقا إذ الجزاء من جنس العمل . قال القاري : والرحيق صفوة الخمر والشراب الخالص الذي لا غش فيه ، والمختوم هو المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه ولم يصل إليه غير أصحابه وهو عبارة عن نفاسته انتهى ( وأيما مؤمن كسا ) أي ألبس ( على عري ) بضم فسكون ، أي على حالة عري أو لأجل عري أو لدفع عري وهو يشمل عري العورة وسائر الأعضاء ( كساه الله من خضر الجنة ) بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر ، أي من الثياب الخضر فيها من باب إقامة الصفة مقام الموصوف ، وخصها لأنها أحسن الألوان . قال المناوي : المراد أنه يخص بنوع من ذلك أعلى وإلا فكل من دخل الجنة كساه الله من ثيابها وأطعمه وسقاه من ثمارها وخمرها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) في سنده أبو الجارود الأعمى وقد عرفت حاله وأخرجه أبو داود بسند آخر وسكت عنه وقال المنذري : في إسناده أبو خالد محمد بن عبد الرحمن المعروف بالدالاني ، وقد أثنى عليه غير واحد ، وتكلم فيه غير واحد ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية