الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16452 ( وعن أبيه ) قال : كنت جالسا عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءته امرأة من غامد فقالت : يا نبي الله ، طهرني فإني قد زنيت . فقال لها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " ارجعي " . فلما كان من الغد أيضا اعترفت عنده بالزنا فقالت : يا رسول الله ، طهرني فلعلك أن ترددني كما رددت ابن مالك الأسلمي ، فوالله إني لحبلى . فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ارجعي حتى تلدي " . فلما ولدته جاءته بالصبي تحمله في خرقة قالت : يا نبي الله ، هذا قد ولدت . فقال لها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه " . فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز فقالت : يا نبي الله ، هذا قد فطمته هذا هو يأكل . فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بدفعه إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ، ثم أمر الناس أن يرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد - يعني بحجر - فرمى رأسها فتنضح على وجنة خالد فسبها ، فسمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سبه إياها ، فقال : " مهلا يا خالد بن الوليد ، لا تسبها فوالذي نفسي بيده ، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له " . فأمر بها فصلي عليها ودفنت . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن نمير ، عن بشير بن مهاجر .

                                                                                                                                                وفي هذا الحديث إثبات الحفر للرجل والمرأة جميعا . ( وروينا ) في حديث اللجلاج في قصة الشاب المحصن الذي اعترف بالزنا قال : فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجم . قال : فخرجنا به فحفرنا له حتى أمكنا ، ثم رميناه بالحجارة حتى هدأ . ( وروينا ) في حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية فشكت عليها ثيابها ، وفي رواية فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية