الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16543 ( أخبرنا ) أبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن يحيى بن حاطب حدثه قال : توفي حاطب فأعتق من صلى من رقيقه ، وصام ، وكانت له أمة نوبية قد صلت وصامت ، وهي أعجمية ، لم تفقه فلم ترعه إلا بحبلها ، وكانت ثيبا ، فذهب إلى عمر - رضي الله عنه - فحدثه فقال : لأنت الرجل لا تأتي بخير فأفزعه ذلك ، فأرسل إليها عمر - رضي الله عنه - فقال : أحبلت ؟ فقالت : نعم . من مرغوش بدرهمين ، فإذا هي تستهل بذلك لا تكتمه ، قال : وصادف عليا ، وعثمان ، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم - فقال : أشيروا علي ، وكان عثمان - رضي الله عنه - جالسا فاضطجع ، فقال علي ، وعبد الرحمن : قد وقع عليها الحد . فقال : أشر علي يا عثمان . فقال : قد أشار عليك أخواك . [ ص: 239 ] قال : أشر علي أنت . قال : أراها تستهل به ، كأنها لا تعلمه ، وليس الحد إلا على من علمه . فقال : صدقت ، والذي نفسي بيده ، ما الحد إلا على من علمه ، فجلدها عمر رضي الله عنه مائة ، وغربها عاما .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ ) - رحمه الله - : كان حدها الرجم فكأنه - رضي الله عنه - درأ عنها حدها للشبهة بالجهالة ، وجلدها ، وغربها تعزيرا ، والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية