الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6157 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " العباس مني وأنا منه " . رواه الترمذي .

التالي السابق


6157 - ( وعن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " العباس مني " ) ، أي : من أقاربي أو من أهل بيتي أو متصل بي ( " وأنا منه " . رواه الترمذي ) وكذا الحاكم . وروى الخطيب عن ابن عباس مرفوعا : " العباس وصيي ووارثي " وكان العباس أكبر منه - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ، ومن لطائف طبعه وحسن أدبه أنه لما قيل له : أنت أكبر أم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : هو أكبر وأنا أسن . قلل المؤلف : وأمه امرأة من النمر بن قاسط وهي أول عربية كست الكعبة الحرير والديباج وأصناف الكسوة ، وذلك أن العباس ضل وهو صبي ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام فوجدته ففعلت ذلك ، وكان العباس رئيسا في الجاهلية وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية ، أما السقاية : فهي معروفة ، وأما العمارة فإنه يحمل قريشا على عمارته وترك السباب فيه وقولة الهجر . قال مجاهد : أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا ، ولد قبل سنة الفيل ، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين ، وهو ابن ثمان وثمانين ، ودفن بالبقيع ، وكان أسلم قديما وكتم إسلامه ، وخرج مع المشركين يوم بدر مكرها . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من لقي العباس فلا يقتله فإنه خرج مكرها " فأسره أبو اليسر كعب بن عمر ، ففادى نفسه ورجع إلى مكة ثم أقبل إلى المدينة مهاجرا ، روى عنه جماعة .

[ ص: 3978 ]



الخدمات العلمية