الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1253 ] 1756 - وعن قرة المزني : أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتحبه ؟ فقال : يا رسول الله ، أحبك الله كما أحبه ، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما فعل ابن فلان ؟ قالوا : يا رسول الله مات . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك . فقال رجل : يا رسول الله ، له خاصة أم لكلنا ؟ قال : بل لكلكم . رواه مسلم .

التالي السابق


1756 - ( وعن قرة المزني : أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتحبه ؟ ) أي : حبا بالغا حيث يصحبك دائما . ( فقال : يا رسول الله ، أحبك الله كما أحبه ) وفيه غاية من المبالغة في كثرة محبته لولده ، حيث جعلها مشبهة بحبه الله ، وأوردها بصيغة الدعاء . ( ففقده ) أي : ابنه معه . ( النبي صلى الله عليه وسلم ) أو فقده أيضا . ( فقال : ما فعل ) بصيغة الفاعل . ( ابن فلان ؟ أي : ما جرى له من الفعل ؟ ( قالوا : يا رسول الله مات ) . أي : ابنه . ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : عند حضور أبيه . ( أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ) أي : ابنك . ( ينتظرك ) ؟ ليشفعك وليدخلها معك وفيه إشارة إلى خرق العادة من تعدد الأجساد المكتسبة ، حيث إن الولد موجود في كل باب من أبواب الجنة ، وقال الطيبي : ينتظرك أي : مفتحا لك مهيئا لدخولك كما قال تعالى : جنات عدن مفتحة لهم الأبواب فاستعير للفتح الانتظار مبالغة اهـ . وبعده لا يخفى . ( فقال رجل : يا رسول الله له خاصة ) أي : هذا الحكم . ( أم لكلنا ؟ ) أي : أم هو عامة لجميعنا معشر المسلمين . ( قال ) وفي نسخة : فقال . ( بل لكلكم ) أي : كافة . ( رواه أحمد ) .




الخدمات العلمية