الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4913 - وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش ، فقلت : يا رسول الله ، إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : " نعم صليها " . متفق عليه .

التالي السابق


4913 - ( وعن أسماء بنت أبي بكر ) أي : الصديق الأكبر ( رضي الله عنهما ، قالت : قدمت علي أمي ) أي : من مكة إلى المدينة ( وهي مشركة ) أي : ما أسلمت بعد ( في عهد قريش ) : متعلق بقدمت أي : كان ذلك القدوم في المدة التي كان عهد المصالحة بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش على ترك قتالهم فيها ( فقلت : يا رسول الله ، إن أمي قدمت علي ) أي : نزلت عندي ( وهي راغبة ) : بالموحدة أي : معرضة عن الإسلام أو مائلة فيه ، أو راغبة في صلتي أو راغبة في الإشراك ، وفي نسخة صحيحة راغمة بالميم أي : كارهة إسلامي وهجرتي ، أو ذليلة محتاجة إلى عطائي ، وقيل : أي هاربة من قومها . قال التوربشتي : قد روي بالباء ، وكذلك هو في المصابيح . والصواب : راغمة بالميم بدل الباء ، وقال النووي في شرح هذا الحديث : قدمت علي أمي وهي راغبة أو راهبة ، وفي الرواية الأخرى : راغبة بلا شك وهي مشركة . قال القاضي عياض : الصحيح راغبة بلا شك ، وفي رواية أبي داود : راغبة في عهد قريش ، وهي راغبة مشركة . قيل : معناه راغبة عن الإسلام أو كارهة له ، وقيل : طامعة فيما أعطيها حريصة عليه ، ومعنى راغمة بالميم : كارهة للإسلام ساخطة له . قال الطيبي : تحريره أن قوله : راغبة إذا أطلقت من غير تقييد يقدر راغبة عن الإسلام لا غير ، وإذا قرنت بقوله : وهي مشركة أو في عهد قريش يقدر راغبة في صلتي ليطابق ما رواه أبو داود وهي راغمة . ( أفأصلها ؟ قال : نعم صليها ) أي : وأعطيها ما يرضيها قال النووي : وفيه جواز صلة القريب المشرك ( متفق عليه ) .

[ ص: 3081 ]



الخدمات العلمية